برشلونة خارج دوري الأبطال للعام الثاني تواليا… ثم ماذا؟

لم تحدث المعجزة، و لم يستطع فيكتوريا بيلزن من الإنتصار في السان سيرو على الإنتر، في المباراة التي انتهت قبل أن تبدأ موقعة برشلونة و البايرن في ملعب سبوتيفاي كامب نو، و التي دخلها أبناء تشافي و هم يعلمون مصيرهم، و هو الإقصاء من دور مجموعات دوري أبطال أوروبا للموسم الثاني تواليا…

تعشم كل مشجعي برشلونة في كطلونيا و إسبانيا و العالم بفريقهم هذا الموسم، فبعد السقطات العديدة قاريا و الغياب عن التتويجات محليا في المواسم الثلاثة الماضية، اللهم كأس الملك في 2019/2020، و بعد أن دخل النادي سوق الانتقالات الصيفية بقوة، و بعد أن استطاع الرئيس لابورتا إعادة الأمور المالية إلى نصابها، و إن كان ذلك على حساب بيع بعض الأصول و رهن بعضها الآخر لسنوات عديدة قادمة، فيما عُرف بتفعيل الرافعات، إلا أن النتائج استمرت في معاندة الفريق و ها هو يقع مرة أخرى في المحظور، و يخرج من دوري الأبطال مرة أخرى و بطريقة أقل ما يقال عنها إنها مهينة، لكنها (الطريقة) أضحت اعتيادية في السنوات السبع الأخيرة… فمنذ آخر تتويج بذات الأذنين سنة 2015 لم يعرف الكطلان يوما أبيض أوروبيا، فسقطوا على التوالي من يوفنتوس و أتليتيكو مدريد و روما و ليفربول و البايرن بسيناريوهات قاسية، ثم “كملت الباهية” بتوديع المسابقة من دورها الأول لمرتين متتاليتين في سابقة تاريخية لا أظن أن برشلونة عرفها في تاريخه المعاصر…

بداية الدوري كانت (ولا تزال) مثالية، ففي إحدى عشر مباراة انتصر أصدقاء ليفاندوفسكي في تسع و تعادلوا مرة و خسروا مرة، و هم أفضل هجوم و أفضل دفاع و أكثر الفرق استحواذا و يضمون أفضل هداف و أفضل حارس هو أقلهم تلقيا للأهداف و أكثرهم محافظة على نظافة شباكه، أسلوب لعب ممتع و تنوع في الحلول، فقط الهزيمة ضد الريال محليا هي التي نغّصت على المشجعين نشوتهم قليلا و كانت كبقعة زيت على ثوب ناصع البياض… لكن في نفس الوقت قد يقول قائل إن برشلونة لم يُمتحن كثيرا و سقط في الاختبارات الكبيرة، نظرية كرستها المستويات المهزوزة قاريا، فالواقع يقول إن الكطلان حققوا فوزا يتيما في دوري الأبطال و على المتواضع جدا فيكتوريا بيلزن المغمور، فجاءت الحصيلة هزيلة جدا بأربع نقاط في خمس جولات، بثلاثة هزائم اثنان ضد البايرن و واحدة ضد الإنتر و تعادل ضد الأخير…

و بطبيعة الحال بعد كل سقوط، تكثر الانتقادات، و هذا حال كرة القدم في العالم بأسره، تشافي الذي جاء محمولا على الأكتاف قبل سنة تقريبا أضحى هدفا للسهام، و لو أنه لحد الساعة لا زالت الصحافة الكطلانية رحيمة به، فهو ابن الدار و أحد رموز النادي و أساطيره عبر التاريخ، و فشله يعني فشل فلسفة بنى عليها النادي نجاحاته،. كونه كطلانيا فهذا يجعله يحظى بوضع اعتباري و معاملة تفضيلية لم يحظ بها كومان مثلا، و إلقاء نظرة سريعة على الصفحات الأولى لصحيفتي سبورت و موندو ديبورتيفو في حقبة تشافي و مقارنتها بالفترة السابقة ستبيّن ذلك جليّا، لكن الانتقادات بدأت على أي حال في كل المنابر العالمية، و الأكيد اليوم هو أن تشافي لن يكون أبدا غوارديولا جديد، و لابورتا لم ينجح في استنساخ تجربة سابقة ناجحة بكل المقاييس…

فهل أخطأ لابورتا عندما كسر الخزائن و “تسلّف و تكلّف” لكي يوفر لمدربه كل وسائل النجاح، و راهن عليه كليّا؟؟؟  فهو لم يمنح سلفه كومان حتى ثمن ما وُضع تحت تصرف تشافي…

المؤكد اليوم هو أن الرئيس في وضع حرج، لأن فشل تشافي يعني فشلا شخصيا له، و في حال خسارة الرهان فعليا قد تكون العواقب وخيمة، على المستوى الرياضي طبعا و على المستوى الإقتصادي، لأن عدم تحقيق الألقاب يُعدّ بمثابة العودة لنقطة الصفر، و سيتعين البحث عن مصادر تمويل أخرى و هي منطقيا غير متوفرة عطفا على الوضع الحالي…

على أي الموسم لا زال طويلا، و هناك متسع من الوقت للتدارك، و قد يكون التتويج بالدوري الأوروبي بمثابة طوق نجاة، و في حال تحقق مع الليغا و الكأس سيكون تشافي قد نجح نجاحا باهرا و يثبت أقدامه بين كبار المدربين، و يكون قد وضع النادي على السكة الصحيحة، فالفرق الكبيرة تمرض و لا تموت…

 

Exit mobile version