أسود العالمالمنتخب الأولالمنتخبات الوطنية

وكلاء اللاعبين.. الواقع الخفيّ الذي يهدم عرين “الأسود”

“زمن وكلاء اللاعبين والسماسرة انتهى”، هذه كانت كلمات وليد الركراكي في شهر مارس الماضي، وأكد على ذات الأمر مباشرةً بعد توليّه مهمة الإشراف على تدريب المنتخب الوطني المغربي، قبل أقل من سنة.

وقتها، استبشرنا خيراً أن زمن هيمنة الوكلاء وتدخلاتهم، قد ولّى، وأن الركراكي سيُشكل القطيعة معه شكلاً ومضموناً، وكنا نعتقد أنه فطن لتأثيرهم وتسلطهم ولحركاتهم التي لا تدخل في دائرة اختصاصهم.

وشخصياً، توسمت خيراً في ذلك التصريح الذي أدلى به وليد، واعتقدت أن سياسة لي الذراع لن تجدي نفعاً مع ناخبنا الوطني، لمعرفته بما يجري خلف كواليس (الوكلاء)، وتسلط بعضهم على بعض المدربين السابقين داخل المنتخب الوطني، وجعلهم (دمى) يحركونها بطرقهم متى شاؤوا، والأدهى من ذلك أنهم أقحموهم في دوامة لم يخرجوا منها إلا بعد افتضاح أمرهم فخرجوا من بوابة تدريب المنتخب الوطني صاغرين.

لكن ظهور المهدي بنعطية في غرفة ملابس الأسود، إبان المباراة الودية التي جمعت كتيبة وليد الركراكي بالرأس الأخضر، أكدت لي بما لا يدع مجالاً للشك، أن زمن “السماسرة” لم ينتهِ بعد، وبالتالي، للحكاية بقية.

نزول بنعطية إلى غرفة الملابس، وهو الذي لا يحمل اليوم صفة عميد سابق للمنتخب الوطني، بل إنه وكيل للاعبين، هدفه الأول وضع اليد على اللاعبين والتقرب منهم، حتى يربح مالياً من صفقات انتقالهم.

وليد اليوم، مُطالب بعدم تكرار أخطاء من سبقوه، ومطالب بإقفال الباب في وجه (الوسطاء) بقوة، لأن حمل قميص المنتخب الوطني شرف لأي لاعب، وشخصياً أعتبره مقدساً، فالارتباط مع الوطن يجب أن يكون قوياً وعن قناعة وبدون مساومة، لأن نداء الوطن، هو نداء القلب.

ولا يُخفى على أحد أن بعض الوكلاء يحاولون الهيمنة على محيط المنتخب الوطني منذ زمن بما يتمتعون به من نفوذ؛ لتمرير صفقاتهم وضمان الربح المادي، لأن القيمة السوقية للاعب ترتفع كلما تمت المناداة عليه لحمل القميص الوطني، وهذا مربط الفرس.

التألق الأخير للأسود في المونديال، وظهور أسماء شابة جديدة بالمنتخب الوطني، نتج عنه سيلان لعاب بعض الوسطاء الذين يستغلون هذا المعطى ليدخلوا دائرة المساومة والضغط، وخاصة مع محترفين شباب متألقين، من معطى حاجة المغرب لأبنائه، لكن الدخول في المساومة أمر لا ترتضيه قطعاً الجامعة الملكية ولا الجماهير ولا الناخب الوطني، كما أظن.

وهنا أعود لتصريح وليد الركراكي الذي أبرزته في بداية هذا المقال، ما يجعلني أطرح السؤال التالي، هل بهذا الظهور للمهدي بنعطية سينام الركراكي قرير العين؟ لا أعتقد؛ فهناك لوبيات ستسعى إلى تقويض أي فلسفة وعمل مستقبلي يحد من هيمنتها وتسلط بعض وسطائها، وستُحاول توجيه ضربات تحت الحزام بلغة الملاكمة.

الجامعة ومعها الركراكي، مُطالبة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بإبعاد جميع الغرباء ووكلاء اللاعبين عن محيط المنتخب الوطني، سواء داخل غرف الملابس أو خلال الحصص التدريبية، واتخاذ الإجراء ات الحازمة لتهيئ الظروف للأسود من أجل التتويج بلقب كأس إفريقيا القادم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: