الرگراكــي.. عراب الثالثـة

 

 

 محمد بوحلي

 

 

المتابع لمسيرة وليد الرگراكي هذا الموسم رفقة الفريق الأحمر ، يلاحظ أن الرجل مر من أوقات عصيبة، كادت أن تعصف به، خاصة بعد مجموعة من الكبوات في البطولة الإحترافية، وخسارة أمام بترو الأنغولي في دور المجموعات، لكن المدرب الشاب ظل صامدا في وجه العاصفة، وساعده عودة الجمهور للمدرجات للخروج من مرحلة الشك. نأخدكم في هذا البورتريه في رحلة مدفوعة التكاليف، للتعرف عن أبرز ما ميز مسيرة الرگراكي الكروية والتدريبية.

 

ظهير أنيق وتكوين إحترافي

 

رغم أصوله المنحدرة من شمال المغرب وبالضبط مدينة الفنيدق، الا ان الرگراكي يعد من مواليد بمدينة كوربي إيسون الفرنسية سنة 1975، تعلم أبجديات كرة القدم مع فريق مدينته، وتألق بشكل كبير ما جعله محط إهتمام العديد من الأندية الفرنسية.

 

بداية مسيرة النجاح كلاعب ستبدأ مع راسينغ باريس التي  كانت ثاني محطة إحترافية في مشوار الركراكي، وإنتقل للفريق الباريسي في صيف 1998 ولعب له موسم واحد، خاض 17 مباراة نجح في تسجيل 3 أهداف، قبل ان تقتنصه أعين نادي تولوز  لنادي سنة 1999، حيث لعب له موسمين خاض 37 مباراة نجح في تسجيل 3 أهداف، أناقته الدفاعية ، ومساهماته الهجومية عجلت بتصنيفه في خانة أبرز المدافعين في الدوري الفرنسي، ما جعل نادي أجاكسيو يتعاقد معه في صيف 2001 ويلعب بقميصه 3 مواسم خاض فيها 72 مباراة نجح في تسجيل 3 أهداف.

 

حلم اللعب بإسبانيا

بعد نجاحه في فرنسا، بحث وليد الركراكي عن أفاق جديدة للتألق، فغير الوجهة صوب إسبانيا، محققا حلم طفولته باللعب بالليغا ومجاورة نجوم كبار، حيث حط الرحال بنادي سانتاندير، لعب بألوانه في 25 مباراة.

 

موعد الإعتزال

بعد تجربة إسبانيا الناجحة عاد وليد الرگراكي أدراجه صوب فرنسا، صيف 2007، ليحمل ألوان نادي ديجون، لكن هذه التجربة لم تكن كسابقتها حيث خاض فقط 10 مباريات، ليقرر في صيف نفس السنة مغادرة الفريق والتعاقد مع غرونوبل الذي لعب له لموسمين وخاض معه 39 مباراة، والتحق كمحطة أخيرة  بالدوري الفرنسي رفقة فلوري ميروجي الذي لعب له سنة 2010.

 

تجربة المنتخب المغربي

شارك الظهير الأيمن، رفقة أسود الأطلس في 57 مواجهة، سجل هدفا وحيدا، وكان وليد الراكراكي ضمن جيل 2004 الذي وصل إلى نهائي كأس أمم إفريقيا بتون، وتوج أنداك بجائزة أفضل مدافع في كأس أمم إفريقيا 2004، كما حصل على جائزة أفضل مدافع مغربي سنة  2007.

 

ولوج ميدان التدريب

بعد تعليق حذائه سنة 2011، بدأ الركراكي رحلة التدريب، من بوابة المنتخب المغربي، سنة 2012  كمساعد للناخب الوطني رشيد الطاوسي، ، وفي سنة 2014 حصل على  شهادة التدريب، لينتقل لتدريب نادي الفتح الرباطي، ونجح في التتويج معه بكأس العرش في نفس السنة، إضافة إلى الوصول إلى نصف نهائي كأس الإتحاد الأفريقي.

في سنة 2015 ، وصل الركراكي بفريقه مجددا إلى نهائي الكأس لكنه خسر، وفي موسم 2016 ، حقق الركراكي إنجازا تاريخيا بعد أن قاد الفتح إلى الفوز بأول بطولة في تاريخ النادي. و في سنة 2020 قرر الفرنكو مغربي تغيير بوصلته صوب قطر لخوض تحدي جديد، حيث حط الرحال بالدحيل، استمرت تجربته سنة واحدة في هذا البلد الأسيوي توج خلالها بالبطولة المحلية.

 

تجربة الوداد الرياضي

 

بعد رحيل فوزي البنزرتي الصيف الماضي، تعالت أصوات الجماهير الودادية مطالبة بالتعاقد مع وليد الرگراكي، لما رأت فيه من سمات تتناسب مع جينات الفريق الأحمر.

ليستجيب الرئيس سعيد الناصيري للطلب، ووقع الرگراكي رسميا في النادي، وفي أول تصريح له عقب المغامرة الجديدة، قال إنه سيسعى ليتوج بكافة الألقاب الممكنة مع النادي وخاصة البطولة الإحترافية للمرة الثانية تواليا.

التحاقه المتأخر بعض الشيئ، منعه من القيام بالميركاتو الصيفي على مقاسه، واكتفى ببعض الإنتذابات منتظرا الميركاتو الشتوي لعزيز القائمة بلاعبين قادرين على منح جرعات من التميز للفريق الأحمر.

انطلقت المغامرة في البطولة وانقض الفريق كعادته على الصدارة، ومتأهلا لدوري المجموعات محققا رقما قياسيا وطنيا، حتى وصل موعد الميركاتو الشتوي وكانت الصدمة، بمنع الوداد الرياضي من التعاقدات بقرار من الفيفا بعد أن عجز عن أداء مجموعة من الديون، الرگراكي لم يستسلم بل خرج للإعلام مدافعا عن مجموعته وقائلا سنقاتل حتى أخر رمق.

المدرب الشاب أعطى مفهوما جديدا لمعنى الإنسجام خلال هذه الفترة وحول أفراد الفريق الى ما يشبه عائلة متجانسة، الكل يقاتل من أجل شعار النادي.

اولى الثمار كانت ليلة القبض على الأميرة السمراء الثالثة، إنضباط تكتيكي وقراءة متميزة لأطوار المباراة مكن المدرب وليد الرگراكي ليصبح المدرب المغربي الثاني الذي يحقق هذا الإنجاز، ولم يسبقه سوى الحسين عموتة رفقة نفس النادي وعلى نفس الخصم سنة 2017. أما محليا فالفريق يتمركز في ريادة البطولة الوطنية بعد اجراء 24 جولة بفارق أربع نقاط عن مطارده المباشر، ووصل الى دور ربع نهائي الكأس الفضية وينتظره ديربي حارق في كأس العرش، وديربي أخر في البطولة قدد يحددان بشكل كبير مصير الألقاب المحلية.

Exit mobile version