مقال رأي: حذار يا توخيل، فالملّاك الجدد عادة لا يصبرون…

ماذا عن هزيمة تشيلسي في ميدان ليدز يونايتد ؟

قد يقول قائل إن أي فريق معرض للهزيمة و هذه حال كرة القدم… لكننا نراها أكثر من مجرد هزيمة و ثلاث نقاط مهدورة، و قد تكون ربما قرعاً لنواقيس الخطر في وجه المدرب توماس توخيل، المدرب الألماني الذي جاء وسط الموسم قبل الماضي و قاد الفريق للتتويج بدوري الأبطال بعد أن كان أكبر المتفائلين من جمهور البلوز يرى في الوصول لدور النصف إنجازًا، لكنه خلال الموسم الثاني له خرج بخفي حنين، و كانت الهزيمة ضد الريال في دوري الأبطال مؤلمة، لكن مفعول التتويج السابق كان لا يزال حاضرا بين الأنصار… لكن في هذا الموسم الأمر مختلف، توخيل مطالب بتعديل الأوتار سريعا، يجب عليه التدخل سريعا لأن الجماهير لن ترحمه هذه المرة، و لأن النادي تغيرت ملكيته بعد انسحاب الروسي أبراموفيتش، و الملّاك الجدد عادة لا يصبرون…

بالنسبة لنا، لقاء ليدز كان “خسائر بالجملة” و ليست خسارة واحدة…

خسارة النقاط: بعد بداية جيدة و انتصار أول ضد إيفرتون، أجبِر تشيلسي على التعادل ضد توتنهام في اللقاء الشهير الذي انتهى بعراك بين توخيل و مدرب السبيرز كونتي، و بدا أن المدرب الألماني قد وقع في فخ استفزاز خصمه و فقد السيطرة على أعصابه، و كونتي نجح في تحويل التعادل، الذي جاء في آخر الثواني و كان طبعاً بطعم الانتصار بالنسبة له، نجح في تحويله لتفوق معنوي قزّم من خلاله تشيلسي و خصوصا مدربه… و بالأمس جاءت الهزيمة ضد ليدز لتؤكد لنا الأرقام أن البلوز يسير في خط تنازلي… فوز فتعادل فخسارة، أربع نقاط في المحصلة و ستة أهداف مقبولة مقابل ثلاثة مسجلة و مركز 12 في ترتيب الدوري….

خسارة الثقة بالحارس: أخطاء الحارس تكون دائما مؤثرة، لأن لا مجال للتدارك بعدها ببساطة… عندما جاء إيدوارد ميندي أزاح الإسباني كيبا الذي كان النادي قد اشترى عقده من أتلتيك بيلباو بأكثر من سبعين مليون يورو، و ساهم السنغالي بشكل مباشر في تحقيق دوري الأبطال قبل موسمين، لكنه كان أيضا من أسباب الإقصاء في دوري الأبطال الموسم الماضي حينما ارتبك أمام بنزيمة و أعطاه كرة الهدف الثالث في لقاء الذهاب… و بالأمس، حاول ميندي، بنوع من الثقة الزائدة، مراوغة بريندن آرونسون لكن مهاجم ليدز كان أكثر مكراً ليخطف منه الكرة و يدفعها لتتهادى في الشباك… و هو الهدف الذي زرع الشك في زملائه كونه جاء من لاشيء… توخيل لن يجلس ميندي على مقاعد البدلاء، هذا مؤكد، لكن خطأ مثل هذا، مع تكراره سيفقد حتما الحارس الثقة، و دور توخيل و طاقمه هو أن يعيدها….

طرد كوليبالي: المدافع السنغالي القادم من نابولي يعتبر الإنتداب الأبرز، طبعا نحن هنا لا نبخس دور الوافدين الجديدَين كوكوريّا و ستيرلينغ، لكن بخروج روديغر و كريستنسن كان مجيء كوليبالي المدافع الصلب مهما للحفاظ على توازن المنظومة الدفاعية… في لقاء ليدز فهم مهاجمو الأخير نقطة ضعف كوليبالي القوي في التمركز و ألعاب الهواء، لكنه بدا ضعيفا في السرعة خصوصا مع الخطة التي لعب بها توخيل و الدفاع المتقدم، بطاقة صفراء أولى بعد أن ثبّته المهاجم رودريغو ليضطر امسكه من الخوض، ثم ثانية بنفس الطريقة، تعني الحمراء… لكن الثانية كان يمكن تفاديها فالفريق أصلا كان منهزما بالثلاثة على بعد دقائق من النهاية… على توخيل أن يتصرف في إيجاد الحلول في المباراة القادمة، و ربما التفكير في منظومته الدفاعية بوجود كوليبالي و سيلفا البطيئين…

الأداء قليل الإبداع هجومياً، فمعظم أهداف تشيلسي هذا الموسم من ركلات و كرات ثابتة، طبعا الفريق يحتاج لبعض من الوقت للوصول للانسجام المطلوب، و مع نزول مستوى هارغريفز و بوليسيتش و عدم الاقتناع بحكيم زياش، الذي لم يقدم الشيء الكثير للبلوز حتى نكون صرحاء، يبدو أن الحمل كل الحمل يقع على كتفي رحيم ستيرلينغ، و هو لاعب سريع لكنه يعاب عليه تضييع الكثير من الفرص، خصوصا عندما يستعمله توخيل كمهاجم وهمي و هو دور لا يتقنه على ما يبدو، أو على الأقل لا يمكنه لعب دور لوكاكو القوي بدنيا و الذي كان يغطي على نقصه التقني… على توخيل أن يجد الحلول من وسط الميدان و الأطراف، أو البحث في السوق عن مهاجم صندوق و إعادة ستيرلينغ لمركز الجناح…

تشيلسي يملك مقومات الفريق الناجح، لكن نكررها مرة أخرى، على توخيل  أن يتصرف سريعاً،  فالملاك الجدد عادة لا يصبرون.

Exit mobile version