رأي مدريدي، لكي لا نقع في نفس الحفرة التي وقع فيها تشيلسي
مقال رأي بقلم : إسماعيل أرسلان
لكي لا نقع في نفس الحفرة التي وقع فيها تشيلسي ..
حين تمتلك سيارتك الخاصة و هي سيارة متوسطة نوعا ما . فبكل تأكيد لن تستطيع المغامرة بها و السير بسرعة كبيرة جدا . حتى و إن خدمتك الأمور في مرة و كانت الرياح في صالحك و كانت السيارة وصلت لدرجتها القصوى من الجودة و استطعت السير بسرعة كبيرة. لكن بكل تأكيد لن تعيد تجريب الأمر مرة اخرى لأنك تعلم قدراتها جيدا.
هذه هي وضعية مدريد الحالية , لا يجب ان ننسى ان الفريق لا زال في مرحلة البناء أو اعادة الهيكلة ان صح التعبير.
اكيد انه من حق كل مدريدي ان يعلى بسقف التطلعات بعد موسم شخصيا هو أفضل موسم عشته كمشجع للنادي , و الجميل فيه انه كل شيئ كان غير متوقع و جاء بعد انتصارات اتت في مباريات لم نكن الافضل فيها و لكن بمجهود كبير و مضاعف من جميع اللاعبين و المدرب استطاعوا تحقيق ما كنا نراه في بداية الموسم اشبه بالمستحيل.
لذلك فإني وجدت ان افضل عنوان للمنشور هو لكي ّلا نقع في نفس الحفرة التي وقع فيها تشيلسي ّ
لانه الأمر أشبه بأن يكون نسخة طبق الأصل لحالة تشيلسي في الموسم الماضي , أي الموسم الذي تلى فوزه بدوري الأبطال .
و لكي نفهم سياق الموضوع جيدا يجب ان نعود الى الخلف قليلا و بالضبط عندما عوقب نادي تشيلسي بحرمانه من القيام بصفقات لمدة فترتين للانتقالات . و تزامن الامر مع رحيل ماورسيو ساري عن الفريق و لم ينتهي الأمر هنا بل رحل كذلك نجم الفريق ايدين هازارد الى ريال مدريد و لاعبين اخرين كانو يشكلون دعامات اساسية في الفريق مثل ديفيد لويز , غاري كاهيل
و بالتالي وجد الفريق نفسه في وضعية احلال و تجديد اجبارية و ليست اختيارية .
فقرر مالك النادي ابراموفيتش ان يعطي الفرصة لأبناء النادي في تجربة شابة 100% بداية من المدرب حيث جلب ابن النادي و اسطورة الفريق فرانك لامبارد في تجربته التدريبية في البريمرلي و قام بتصعيد عدد كبير من اللاعبين و ان حسبنا العدد الكبير اللاعبين الذي تم تصعيدهم أو حتى منحهم فرص في و دقائق لعب في الموسم كان عددا غير مسبوق في تجربة تعاطف معها اغلب متابعي البريمرليغ .
قام النادي بتصعيد كل من ميسون ماونت , كالوم هودسون اودوي , تامي أبراهام , ريسي جيمس , فيكايو توموري و بكل تأكيد نعرفهم جميعا من هم حاليا.
كما اعطيت فرصت اللعب لأكثر من اسم ابرزهم طارق لامبتي و بيلي جيلمور.
و نزل بمعدل اعمار اللاعبين الى 24.06 و لكن تعلم مدى صعوبة هذا الرقم ان نادي ريال مدريد الذي يتوفر على عدد كبير من اللاعبين صغار السن حاليا معدل اعمارهم هو 27.92 و نادي اياكس امستردام المعروف عنه انه يعطي فرصة كبيرة لصغار السن معدل اعمارهم هو 24.92.
و بالتالي دخل الفريق الموسم و أعلى شيء يطمح الفريق الوصول هو مقعد لدوري الأبطال .
و بالفعل حقق الفريق المبتغى و حصل على المركز الرابع في اخر جولة على ما أتذكر.
و في الموسم التالي بدأه لامبارد بشكل سيء بالرغم من التدعيمات التي حصل عليها كزياش و فيرنر و كاي هافيرتز .
فرحل لامبارد و حل محله توخيل و اختصارا لما وقع فتوخيل وجد شكلا جيدا نوعا ما يستطيع اللعب به و بهذا الشكل تحسن مستوى بعض اللاعبين فرديا و ناقش الفريق المباريات واحدة تلو الاخرى واجه في الابطال نادي ليل و ريال مدريد الذي كان سيئا في تلك الفترة و وجد نفسه في نهائي دوري الأبطال و فاز في امام السيتي و حقق اللقب.
هل الفريق كان جاهزا لهذا اللقب ؟ لا
هل اكثر المتفائلين من جمهور تشيلسي كان ينتظر هذا اللقب ؟ الاجابة أيضا لا
هل يمكن مقارنة موسم تشيلسي بموسم مدريد ؟ نعم
انشيلوتي جاء لمدريد كمدرب يعرف تسيير الموسم بما هو متاح و الكل كان يعرف ان الموسم الماضي كان موسما انتقاليا الى ان اصبح موسما استثنائيا.
جمهور تشيلسي بعدما كان اقصى طموحه وصول لدوري الابطال استطاع تحقيقه لكن هل هو دليل على ان كل شيء اصبح على ما يرام و ان النادي تجاوز الازمة و وصل لمرحلة اخرى ؟ لا
الاجابة كانت في الموسم الماضي حيث استمرت في بداية الموسم تلك الحالة من النشوة و النتائج الايجابية لكن سرعان ما عاد الفريق الى ارض الواقع و عاد الى مرحلة قبل الفوز بدوري الأبطال و أصبح جمهور تشيلسي الذي رفع بنفسه سقف التطلعات الى الحد الاقصى بعد تحقيق دوري الابطال اصبح يرى ان الفريق يحتاج لتدعيمات كبيرة و في كل الخطوط.
لذلك قمت باسقاط ما حصل لتشيلسي على نادي ريال مدريد لأنه من مساوئ الفرحة هو التغاضي عن كل المشاكل التي عانيت منها من قبل و كنس النقط السلبية تحت السجاجيد الى ان تكتشف بعد انتهاء نشوة الفرحة انها لا زالت موجودة.
لذلك ارى ان الفريق يحتاج الى الاستمرار في عملية التطوير و التجديد التي بدأها و السعي لتقوية التركيبة البشرية حتى بعد تحقيق الأبطال و اخشى ان يتكرر سيناريو 2014 مرة اخرى.
#اسماعيل_ارسلان