رسالة لمن يهمّه الأمر…
سنة 2001، كان الظاهرة رونالدو يصارع الزمن و يقاوم الألم من أجل العودة للميادين بعد عمليات جراحية معقدة في الرباط الصليبي أبعدته عن فريقه إنتر ميلانو و المنتخب البرازيلي لثلاث سنوات تقريبا، كان وقتها منتخب السيليساو يلعب دون أفضل رأس حربة في تاريخ المستديرة على الإطلاق….
قبل كأس العالم ببضع شهور، وطئت أقدام رونالدو أخيرا العشب الأخضر و ساهم في احتلال الإنتر للمركز الثاني في السكوديتو الذي كادوا يفوزون به لولا الحظ العاثر في آخر دورة…
رونالدو قال في تصريح صحفي أنه كان يبذل كل شيء من أجل الوصول إلى الجاهزية المطلوبة ، و يصلي كل يوم من أجل أن يستدعيه سكولاري للمنتخب، و أكد أنه بكى كثيرا عندما عرف أنه اسمه في اللائحة، بعد ذلك حمل البرازيل على أكتافه و توج معه بكأس العالم في كوريا و اليابان و كان هداف الدورة…
رونالدو قال إنه كان محظوظا بتمثيل بلاده، و أن ذلك كان شرفا، و أنه كان ليتفهم لو لم يتم استدعاؤه…
هذا رونالدو الظاهرة….
سنة 2018، انفجرت موهبة فينيسيوس في ريال مدريد تحت عهدة المدرب سولاري الذي وثق فيه، فكان في إحدى الفترات نقطة الضوء الوحيدة في مجموعة شبعت من التتويجات و داخلَها نوع من الملل، وقتها كان نيمار يعاني من الإصابات و تعالت الأصوات في البرازيل تطالب بمنح الفرصة للشاب اليافع مع السيليساو…
أتذكر فيديو نشره اللاعب على حسابه في أنستغرام يشاهد الندوة الصحفية التي كان سيعلن فيها المدرب تشيتشي عن لائحته لأحد تجمعات منتخب البرازيل، و أتذكر كيف قفز فينيسيوس فرحا و تعالت صرخات أقربائه تهليلا بمجرد ذكر إسمه…
تشيتشي لم يتصل بفينيسيوس من قبل و لم يسأله إن كان مستعدا لتمثيل أفضل منتخب في العالم، استدعاه بكل بساطة و أعلن عن إسمه و اللاعب من جهته ما عليه إلا تلبية الدعوة…
هكذا ببساطة…
عندما تم استبعاد بنزيمة من منتخب فرنسا، لم يكن هناك سبب معقول لذلك ، على الأقل بعد سنة من وصول قضية فيديو فالبوينا الشهيرة للقضاء و الذي تحفظ عليها، قانونيا لم يعد هناك من مبرر لإبقاء كريم خارج اللائحة…
لكن ماذا حدث بعد ذلك؟ دام الاستبعاد نحو الست سنوات كان خلالها ديشامب يراوغ أسئلة الصحفيين بشأن بنزيمة تارة و يؤكد عدم حاجته إليه تارة أخرى، و رئيس الاتحاد الفرنسي قال صراحة أن ذي الأصول الجزائرية عليه أن ينسى شيئا اسمه المنتخب، و في هذا الوقت كان كريم يحقق الإنجازات تلو الاخرى مع ريال مدريد و يثبت أنه الأفضل في مركزه دون منازع…
لكن بمجرد أن قرروا إعادته سنة 2021، لم يتذمر و لم يتحدث عن كرامته المهدورة و كبريائه ، رغم أنه حقق أربعة دوري أبطال و أصبح أسطورة في عاصمة إسبانيا و أحد أكثر الشخصيات شأنا مع الريال… خرج للصحافة و عبّر عن غبطته الكبيرة لتمثيل ألوان بلده، هكذا بكل بساطة….
هل وصلت الرسالة….؟