و يستمر تخبط الكاف…..
أخيرا تم الإعلان عن الملعب الذي سيستضيف نهائي دوري أبطال إفريقيا، بعد أسابيع من تصويت الإتحاد الإفريقي على مركب محمد الخامس على حساب ملعب عبدولاي واد في ضاحية دكار السنغالية، حيث كان المغرب و السنغال عبر جامعتيهما قد تقدما بطلب استضافة النهائي الكبير، و قد تم ذلك عندما كانت المسابقة في بدايتها و عندما كانت كل الفرق تلعب الدور الأول…
بمجرد وصول الأهلي المصري لدور النصف، و تزايد آماله منطقيا بالوصول إلى المباراة النهائية، بدأ مسؤولو نادي القرن في ممارسة ضغط كبير من أجل تطبيق “العدالة الكروية و تساوي الفرص”، و بعد أيام من التصريحات و المقالات و الكلام الكثير في البلاطوهات و على أثير الإذاعات في أرض الكنانة، خرج الأهلي ببيان رسمي ليطالب الكاف ب “الحياد”….
عن أي حياد تتكلمون، إذا كانت مصر أصلا لم تطلب استضافة المباراة، و إذا كان الطلبات قد قُبلت و التصويت قد انتهى و القرار قد أتخذ فعليا… لكن و لأنها إفريقيا، و لأنه الكاف، فنحن ملزمون كمتابعين للشأن الرياضي بأن نعيش الشك و نبحث عن اليقين، مرة أخرى نقف على تخبط الهيئة التي من المفروض أن تنظم كرة القدم في إفريقيا، أقول “المفروض” لأن الكلمة لم تسقط سهوا بل تمثل واقع الحال مع كل أسف…
متى ستكون لدينا هيئة تمارس مهامها باحترافية و تتخذ قراراتها بديموقراطية و لا تلين أمام ضغوطات هذا الطرف أو ذاك، متى تكون لنا هيئة تعمل وفق القوانين التي وضعتها بنفسها، متى نبتعد عن لغة “التوافقات” و جبر الخواطر و الحلول التي ترضي طرفا على حساب آخر…
أتذكر فيما أتذكر، حادثة المنتخب التونسي الذي رفض اتمام مباراته ضد مالي بعد الفضيحة التي عشناها جميعا، و كيف كان الكاف مرتبكا في الحسم في نوع العقوبة و تحديد المسؤوليات و تطبيق القانون، فاجتمعت اللجنة و تعالت الأصوات وراء كاميرات تطبيق زووم و ساد الترقب و التردد قبل اتخاذ القرار…
نعود إلى نهائي دوري الأبطال…
كان لزاما أن ينسحب السنغال و يضغط المغرب من أجل احترام الديموقراطية و يكثر اللغط و تتناسل التأويلات و الإشاعات و الأخبار و الأخبار المضادة و نعيش كإعلاميين رياضيين يوما و أكثر من الترقب و الانتظار قبل أن يتم الإعلان الرسمي….
و الآن، يتحفنا الإتحاد الإفريقي عبر نفس البيان الذي أعلن فيه “أخيرا” عن ملعب النهائي، يتحفنا بإمكانية العودة لخوض هذا النهائي مستقبلا عبر ذهاب و إياب كما في النسخ ما قبل 2020، ليستمر التخبط….
أخيرا، أود أن أقول للوداديين أنهم لم يعبروا بعد من بيترو أتليتيكو، فكرة القدم علمتنا أن كل شيء ممكن و لا مستحيل قبل صافرة الحكم في لقاء الإياب، و في حال المرور و ملاقاة الأهلي، فالأخير ، بغض النظر عن قيمته الكروية و تفوقه التاريخي، سيدخل اللقاء بحماس كبير، و سيقاتل لاعبوه لأنهم “مظلومون” و لأنهم يريدون رد الإعتبار للكرامة المهدورة…
حظا موفقا ل “الركراكي و وليداتو”، و نتمنى أن يبقى تركيزهم على الكرة و على المعشب الأخضر، فأمامهم مبارتان وسط الأنصار و المشجعين لمعانقة الحلم الكبير و إسعاد شعب بأكمله…!!!