حكيم زياش أبرز الرابحين من رحيل بوتر عن تشيلسي
قررت إدارة تشيلسي، إقالة المدير الفني جراهام بوتر من منصبه، عقب تراجع وتذبذب نتائج الفريق اللندني، في مسابقة الدوري الإنجليزي.
غضب الجماهير وقلق الإدارة من موسم كارثي على كافة الأصعدة، دفع رئيس تشيلسي، لاتخاذ القرار برحيل جراهام بوتر رغم أنه جاء بعد بداية الموسم عقب إقالة توماس توخيل.
هل تتغير وضعية حكيم زياش داخل تشيلسي؟
ويُمكن القول أن الدولي المغربي حكيم زياش من أكثر اللاعبين سعادةً برحيل جراهام بوتر، على اعتبار أنه قد خرج من حسابات المدرب ولم يُشارك في آخر 5 مباريات للفريق، بل وكان في المواجهتين الأخيرتين خارج قائمة اللاعبين.
ويُفضل المدرب السابق لبرايتون الاعتماد على لاعبين آخرين في مركزه مثل البرتغالي جواو فيليكس والإنجليزي رحيم ستيرلينج.
وبدأت معاناة نجم أياكس أمستردام السابق داخل تشيلسي منذ بداية الموسم الماضي رفقة المدرب الألماني، توماس توخيل، إذ أخرجه الأخير بشكل كبير من حساباته، إلا أن هذه المعاناة يبدو أن حدتها تضاعفت هذا الموسم بقدوم جراهام بوتر.
وظن البعض أن رحيل الألماني توخيل عن تشيلسي سيُنقذ زياش من جحيم كرسي الاحتياط، إلا أن قدوم المدرب الإنجليزي، جراهام بوتر، زاد الطين بلة حيث خاض المغربي معه عدد دقائق قليل بكثير مقارنة مع فترة توخيل خلال بداية الموسم الماضي.
والحق يُقال، فالعارفون بفلسفة بوتر رفقة ناديه السابق، برايتون، أدركوا صعوبة حجز زياش مكاناً له داخل تشكيلة تشيلسي، خاصةً وأن المدرب الإنجليزي كان يعتمد على أسلوب اللعب المباشر الذي لا يتواءم مع نقاط قوة أسد الأطلس.
وحتى عندما يُشارك زياش بصفة أساسية، فإن بوتر يطلب منه مهاماً دفاعية أكثر من اللازم، وسخاءً بدنياً غير طبيعي، ما يجعل الدولي المغربي غير قادر على استخراج أفضل ما لديه من الناحية الهجومية.
وفي الغالب، يتمركز زياش خلف الكرة وعندما تصله يكون مطلوباً منه قطع مسافات طويلة للوصول إلى مرمى الخصم، ما يجعل مردوده البدني يتراجع مع مرور الدقائق، وبالتالي تقل مساهماته الهجومية.
والغريب في الأمر هو أن بوتر لم يحمل أسلوب اللعب المباشر معه إلى تشيلسي، بل اعتمد على أسلوب يعتمد على تمريرات أكثر وبسرعة أقل مقارنة مع توخيل، دون أن يسمح ذلك لزياش بنيل فرصة أكبر.
هل يستفيد حكيم زياش من رحيل بوتر عن تشيلسي؟
من الصعب للغاية أن نُجيب عن هذا السؤال، لأن النادي اللندني لم يُحدد هوية المدرب الجديد حتى الآن، ولكن التقارير تُشير إلى أن تشيلسي في طريقه للتعاقد مع جوليان ناجلسمان مدرب بايرن ميونخ السابق.
وفي حال قدوم ناجلسمان، فإن المدرب الألماني قد يعتمد بصفة أساسية على الدولي المغربي حكيم زياش، نظراً لقدرة هذا الأخير على التواجد بأنصاف المساحات، وهو الأسلوب الذي يُحبذه مدرب البافاري السابق في أجنحته.
ويعلم الجميع، أن زياش جاء إلى تشيلسي تحت طلب المدرب فرانك لامبارد، الذي كان يرغب في توظيفه في المركز الذي تألق فيه مع أياكس، أي على مستوى مركز الجناح الأيمن.
ولكن الأمر سيتغير تدريجياً بعد رحيل لامبارد وقدوم توخيل، حيث سيعمل الأخير على تغيير مركز زياش في بعض المباريات خلال الموسم الأول قبل أن تزداد حدة تغيير مراكز اللاعب المغربي خلال الموسم الثاني.
ولعب زياش لعب خلال موسمه الأول مع تشيلسي في 5 مراكز، ولكن في الغالب كان يُوظف كجناح أيمن، ثم قام توخيل بتوظيف اللاعب المغربي في 10 مراكز مختلفة، بالإضافة إلى ذلك فأكثر مركز تم توظيف زياش فيه كان هو لاعب وسط هجومي.
وفي هذا الموسم، مع بوتر، لعب زياش في عدة مراكز، لكن الأدوار الدفاعية كانت تطغى على أدواره الهجومية، ما جعله يظهر بوجه شاحب في بعض المباريات.
وصحيح أن الاعتماد على زياش في مراكز لم يتعود عليها ساهم في عدم تقديمه لأفضل مستوياته، إلا أن توظيفه بشكل أكبر على مستوى مركز الوسط الهجومي مكنه من الرفع من عدد مساهماته، والسبب في ذلك، أنه استفاد من تموقعه بشكل أقرب من المرمى.
ما هو الحل الأنسب لزياش.. هل الاستمرار مع تشيلسي أم الرحيل؟
ينبغي على زياش أن يُحاول جاهداً خلال الموسم الحالي أن يُُثبت ذاته، وأن يفرض على المدرب الجديد عدم الخروج من منطقة راحته بشكل كبير حتى ينجح في إقناع الجهاز الفني وحتى جماهير تشيلسي.
الاستمرار في توظيف زياش في مراكز أظهر عدم قدرته على التألق فيها، هو مضيعة للوقت، وهو أمر قد يقود المدرب الجديد لإقعاده لفترة أطول في دكة الاحتياط إذا فضل تمديد المقام بالعاصمة البريطانية لندن.
و في حال قدوم ناجلسمان، يبدو أن القرار الأنسب لزياش هو البقاء في تشيلسي، ومحاولة إثبات نفسه، لاسيما وأن المدرب الألماني يلعب كرة هجومية قوية، ويمنح للاعبيه الحرية في التصرف بالكرة في الثلث الأخير من الملعب.
وإذا كان زياش يرغب في الاستثمار في المميزات التي أظهرها خلال تواجده مع أياكس وبداياته مع تشيلسي، فعليه الاستمرار داخل العاصمة البريطانية، ولكن فقط في حال قدوم ناجلسمان، أما في حال قدوم مدرب آخر، فآنذاك لكل مقام مقال.