ما لا تعرفه عن طارق تيسودالــي.. محقق الأماني

 

 

محمد بوحلي

 

مقولة “الصبر مفتاح الفرج”، تنطبق تماما غلى “الغوليادور” المغربي طارق تيسودالي، الذي صبر كثيرا من أجل نيل فرصة حمل قميص الأسود، ولما أتته انقض عليها بالنواجذ، بل وكان حاسما وساهم في تحقيق أمنية ملايين المغاربة بالتواجد بـ “مونديال” قطر بتألقه في مباراتي السد أمام الكونغو الديمقراطية شهر مارس الماضي.

 

 

 

البدايات في بلاد الطواحين

القناص المغربي، طارق تيسودالي، صرخ صرخته الأولى في الثاني من أبريل 1993 بأمستردام الهولندية، حيث بدأ مشواره الكروي بالأراضي المنخفضة، بممارسة لعبة كرة القدم رفقة أقرانه، كما انخرط في عدة نوادي محلية لتكوين اللاعبين.

اللاعب سيوقع على أول عقد احترافي سنة 2014 رفقة نادي تلستار، قبل أن ترصده أعين كشافة نادي لوهافر الفرنسي، غير أن تجربة في فرنسا لم تكن كما تمناها ابن المغرب، وعاد أدراجة سريعا إلى الدوري الهولندي كمعار رفقة أندية كامبور ودي غارفشاب وفنلو..

 

ولادة جديد في بلجيكا

بعد تجاربه بهولندا وفرنسا المتأرجحة بين النجاح النسبي تارة والفشل تارة أخرى، قرر اللاعب خوض تجربة جديدة، في صيف سنة 2018 حيث التحق بالدوري البلجيكي من بوابة نادي بيرشوت ومنه إلى نادي جينت، ومع هذا النادي سطر “الغوليادور” المغربي قصص النجاح بأهدافه وتمريراته الحاسمة، حيث فاز بجائزة أفضل لاعب إفريقي بالدوري المحلي لبلجيكا للموسم الرياضي 2021/2022، بدكه حصون الخصوم بـ27 هدفا وصنع 9 تمريرات أخرى أدت الى أهداف في جميع المسابقات في 51 مباراة.

الدولي المغربي كان مؤثرا مع فريقه هذا الموسم، حيث ساهم في التتويج بكأس بلجيكا بركلات الترجيح على حساب اندرلخت.

 

تفاعل مع الوطن ولفتة إنسانية تجاه “الطفل ريان”

 

 

طارق تيسودالي، يتفاعل دائما مع كل المستجدات المتعلقة بالمغرب، ولم ينس نهائيا ما حدث للطفل الصغير الراحل ريان، حيث قام بعد تسجيله لهدف في الدقيقة الـ(67) ضد كلوب بروج في منافسات الجولة الـ 26 من الدوري البلجيكي، بخلع قميصه، ليظهر بعدها الرسالة التي كتبها على قميصه الداخلي، وجاء فيها “ريان. إنا لله وإنا إليه راجعون”، مع إشارة “قلب”، فيما قام صاحب الـ(28 عاماً)، بتقبيل ما كتبه، في إشارة واضحة منه على تقديم هدفه كهدية إلى مواطنه ريان، الذي ترك حزنا عميقا في نفوس جميع المغاربة.

 

تيسودالي.. حب جنوني للمغرب

 

 

لا يخفي طارق تيسودالي حبه الكبير وتعلقه الجنوني بالمغرب وبأصوله الشمالية، حيث فضل قضاء الأيام الأولى من إجازته بمدينة تطوان، حيث يتواجد منزل عائلته، وذلك لصلة الرحم مع الأقارب.

وظهر تسيودالي في صور تظهر إعتزازه بمدينة الحمامة البيضاء، حيث ارتدى قميص المغرب التطواني، وهو يتجول بأزقة المدينة، ويلتقط الصور مع الأطفال ومعجبيه الذين حجو الى الحي الذي يتواجد فيه بمجرد علمهم بتواجده بالمدينة..

 

 

حكاية تيسودالي والقميص الوطني

 

 

ارتدى طارق تيسودالي، قميص الأسود لأول مرة سنة 2016 وكان ذلك رفقة المنتخب الأولمبي، بعدها لم يستطع فرض نفسه على المدربين الذين تعاقبو على العارضة الفنية للمنتخب الوطني، من بادو الزاكي مرورا بالفرنسي رونار، ووصولا إلى خاليلوزيتش.

لكن صبر تيسودالي أثمر أخير في شهر يناير الماضي، عندما تخلف الزلزولي عن قبول دعوة حاليلوزيتش للتواجد في لائحة الأسود المسافرة إلى الكاميرون، للمشاركة في كأس الأمم الإفريقية، ليقرر البوسني على الفور توجيه دعوة مستعجلة لطارق بديلا عن لاعب نادي برشلونة الإسباني.

يحكي طارق أن من شدة حماسه للتواجد في معسكر الأسود، توجه إلى المطار قبل يوم كامل من موعد الرحلة ظنا منه بأن الموعد قل حل.

وفي طريقه إلى المغرب نشر تيسودالي “سطوري ” عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “إنستغرام” لخص من خلاله حكايته وتضحيته من أجل اللعب للمنتخب الوطني قائلا: “هذا جزاء الصبر”.

ظهور طارق بـ”كان” الكاميرون لم يكن مميزا، رغم أنه قدم بعض الإشارات الإيجابية، إلا أن حضوره تأرجح بين الدخول كبديل ولعب دقائق قليلة ولعب دون إضافة كبيرة.

وصل شهر مارس الحاسم في تأهل الأسود إلى المونديال للمرة السادسة في تاريخهم، قام وحيد بتوجيه الدعوة مجددا لطارق تيسودالي، لكن هذه المرة كان حاسما وقدم أوراق اعتماده للمناصرين بشكل قوي، مدونا على هدف تعديل الكفتين بكينشاسا بطريقة أنطولوجية بعد تمهيد خرافي من الكعبي، هدف أعادنا إلى السباق بعد تقدم رقمي ومعنوي لفهود الكونغو.
وفي مباراة العودة ب “دونور”عاد تيسودالي ليسجل مجددا ومساهما في رباعية الأسود في ملحمة تاريخية.

Exit mobile version