يمر المغربي يوسف النصيري بأفضل مرحلة أداء في مسيرته، حيث نال مهاجم إشبيلية جائزة أفضل لاعب في شهر يناير في الدوري الإسباني “لاليغا سانتاندير”، بعدما سجل سبعة أهداف في ست مباريات، من بينها الهاتريك في مباراتين متتاليتين على أرضه ضد ريال سوسيداد الطامح بمقعد مؤهل للبطولات الأوروبية، وقادش المنافس المحلي لفريقه في الأندلس.
ومع تسجيله 13 هدفاً بالفعل في الدوري لحد الآن، تمكن اللاعب البالغ من العمر 23 سنة من تحسين حصيلته السابقة من الأهداف، وبعد مرور عام منذ انضمامه إلى صفوف إشبيلية، انفجرت موهبة اللاعب ليقدم أفضل مستوياته، وهناك شخص واحد رأى تطور اللاعب عن قرب وهو حلاقه كازاوي.
كان كازاوي يحلق شعر يوسف منذ وصوله إلى أكاديمية نادي ملقا في عام 2015، عندما كان مراهقاً، حيث انضم قادماً من أكاديمية محمد السادس لكرة القدم المرموقة في المغرب، ويتذكر كازاوي ذلك في مقابلة مع “لاليغا”، قائلاً:” لقد وصل إلى مالقا في جوفينيل، وتواصل معي يوماً ما حيث كان يبحث عن حلاق، كونه لم يجد شخصاً يعجبه تماماً بعد، وبدأت العمل معه وقتها استمريت لحد الآن.”
منذ دخوله قائمة الفريق الأول في ملقا إلى التوقيع على كشوفات ليغانيس ثم انتقاله إلى إشبيلية في يناير 2020، كان تطور النصيري مثيراً للإعجاب كونه جاء تدريجياً، لكن في موسم 2020-2021، قطع عدة خطوات إلى الأمام فجأة، وأصبح الآن واحداً من أفضل المهاجمين في دوري معروف في جميع أنحاء العالم بجودته الهجومية.
ورداً على سؤال حول ما يعتقد السر وراء أداء النصيري، أوضح كازاوي قائلاً:” الأمر يرجع إلى العمل الجاد والتضحية، بالإضافة إلى كونه أحد عملائي، فهو صديقي وقد رأيت عملية النضوج الشخصية والمهنية التي مر بها، لم يتحقق أي جزء من نجاحه بسبب الحظ أو الصدفة، يعود الأمر إلى العمل الجاد والتفاني والتدريب ومنح وظيفته الكروية 100٪، وهذا يؤدي إلى تحقيق النتائج التي نراها بأدائه في المباريات والاحصائيات التي يحققها، لا نحب الحديث عن الأرقام فقط لكن هذه الإحصائيات مهمة وهي موجودة ليراها الجميع.”
كشف الحلاق، المولود أيضاً في المغرب ولكنه يعيش في إسبانيا منذ سن الرابعة، أن النصيري قرر بالفعل تغيير مظهره في بداية عام 2021، قبل تسجيله الهاتريك ضد ريال سوسيداد في 9 يناير الماضي، وضد قادش في 23 من الشهر ذاته، وقال:” في العادة كان النصيري يطلب قصات شعر ذات تصميمات أكثر، بأسلوب الشباب، ومن قبيل الصدفة، قبل المباريات الأخيرة التي حقق فيها نتائج أفضل، اتفقنا على اختيار أسلوب أكثر كلاسيكية، أسلوب بدون الكثير من الأنماط أو التصاميم، أفترض أنها قصة تعبر عن النضج.”
رحلات إلى إشبيلية.. وإلى مدريد
بصفته الحلاق الشخصي للنصيري، تبعه كازاوي أثناء تنقله في جميع أنحاء إسبانيا، وهو يسافر من متجره في بينالمدينا على ساحل “كوستا ديل سول”، والذي يمتلكه منذ خمس سنوات، إلى إشبيلية لقص شعر صديقه.
هذه رحلة أقصر بكثير مما كانت عليه الأمور عندما انتقل النصيري إلى ليغانيس في العاصمة الإسبانية، حيث سافر كازاوي إلى مدريد للقاء موكله حتى عثر على حلاق موثوق به هناك، وقال:” عندما انتقل إلى مدريد لأول مرة، ذهبت هناك عدة مرات أيضاً لقص شعره حتى وجدنا صديقاً هناك، والذي يقوم أيضاً بقص شعر لاعبي كرة القدم، وكان سعيداً معه هناك.”
وأضاف:” ثم، في اليوم الأول بعد عودته إلى الأندلس حيث انضم لصفوف إشبيلية، عدنا للتواصل وبدأت العمل معه مرة أخرى.”
تم ربط النصيري بالانتقال إلى وست هام خلال فترة الانتقالات في يناير الماضي، وعلى الرغم أن كزاوي قال مازحاً أنه سيسافر إلى لندن لرعاية موكله هناك، إلا أنه سعيد لأنه يقيم في إشبيلية لأنه يعتقد أن المشروع في ملعب رامون سانشيز بيزخوان جيد للغاية، وقال حول شائعات وست هام بضحكة مكتومة:” كنت سأكون سعيداً للذهاب معه إلى لندن!، لكن يوسف سعيد للغاية هنا في الأندلس، وست هام نادٍ كبير وتاريخي، لكن إشبيلية فريق رائع أيضاً، ويقدم أداءً جيداً، إنه أحد أفضل الفرق في إسبانيا، وهو يشعر بسعادة كبيرة هناك، أعتقد أن لديه العديد من الأهداف لتحقيقها مع إشبيلية، لا يزال صغيراً جداً.”
الحلاق المفضل للاعبي ملقا
نظراً لموقع متجره الواقع خارج ملقا مباشرة، يعمل كازاوي مع العديد من لاعبي كرة القدم الذين يلعبون في دوري الدرجة الثانية الإسباني، من بينهم: هشام بوسفيان وكاي كوينتانا وكريستيان رودريغيز، كما جاء لاعبون آخرون إلى متجره أثناء قضاء بعض الوقت في عطلة في جنوب إسبانيا، كما هو الحال مع تيو هيرنانديز لاعب ميلان، وإيرلينغ هالاند لاعب دورتموند، وظهير إنتر ميلان أشرف حكيمي، وألكساندر باتو، وليو بيلاردي على سبيل المثال من بعض الأسماء لا الحصر.
يعتقد كازاوي أنه مستمر في جذب النجوم لأنهم يحبون الأجواء الهادئة، وقال:” متجر الحلاقة الخاصة بي مكان مغلق لأن الناس بحاجة إلى تحديد موعد، لذلك يشعر اللاعبون بالهدوء والراحة، يمكنهم التحدث بطريقة مريحة حول كل ما يحدث في حياتهم ويعرفون أنه يمكنهم القيام بذلك بسرية، عندما يحتاج اللاعبون إلى قصة شعر ودردشة جيدة، فإنهم يتواصلون معي.”
كازاوي يحب أن يرى زبائنه يقدمون أداءً جيداً على أرض الملعب، ويشعر بالسعادة بشكل خاص عندما يكون أداء ملقا جيداً، وقال:” لطالما كنت عاشق كبير لكرة القدم، ولدي فريق مفضل في معظم البلدان، لكنني أيضاً من أشد المعجبين بملقا لأنهم فريق مدينتي.”