حصد برشلونة لقب الدوري الإسباني لكرة القدم للمرة السابعة والعشرين في تاريخه، ليُقلص الفارق مع غريمه التقليدي ريال مدريد صاحب الرقم القياسي (35 مرة)، لكن هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة لعدّة عوامل نستعرضها في هذا التقرير.
تألق جدار برلين:
الحارس الألماني كان أحد أبرز العوامل الأساسية لتتويج برشلونة باللقب، بعد طول غياب، بفضل تصدياته الحاسمة وتألقه المستمر على مدار الموسم.
وخلال الموسم الحالي، خاض تير شتيجن 34 مباراة بالليجا، واستقبلت شباكه 13 هدفا فقط، وخرج بشباك نظيفة في 25 مواجهة.
وبذلك، تمكن الحارس الألماني من الفوز بجائزة زامورا كأفضل حارس مرمى في بطولة الليجا هذا الموسم، لأول مرة منذ انضمامه لصفوف برشلونة في صيف 2014.
وعانى تير شتيجن في السنوات الأخيرة من التشكيك في مستواه، والحديث المتزايد عن إمكانية بيعه من قبل إدارة النادي، لكنه في هذا الموسم، ظهر بوجه مغاير وأسهم بشكل كبير في صعود البارسا لمنصة التتويج.
صفقات مميزة:
دعم برشلونة صفوفه بشكل مميز في المراكز التي عانى منها الموسم الماضي، حيث تعاقد مع البولندي روبرت ليفاندوفسكي في الخط الهجومي.
وأيضاً ضم البلاوجرانا الجناح البرازيلي رافينيا، والذي يتناسب أسلوبه مع البارسا، ويُعد صفقة للمستقبل نظراً لصغر سنه وتمتعه بموهبة كبيرة وشخصية مميزة أسهمت في نجاحات الفريق.
وعلى المستوى الدفاعي أبرم البارسا التعاقد مع أندرياس كريستنسن وجيوليس كوندي، وقد قدم هذا الثنائي مستويات مميزة للغاية، وحافظا على نظافة شباك البلاوجرانا في أكثر من مناسبة.
كما تعاقد البارسا مع فرانك كيسي الذي منح القوة والصلابة لخط الوسط، وأسهم كذلك في حسم بعض المباريات بفضل قدرته على التوغل نحو مربع عمليات الخصم.
تراجع وتخبط ريال مدريد:
يُعتبر ريال مدريد المنافس الأزلي لبرشلونة على مسابقة الدوري، إضافة لأتلتيكو مدريد في السنوات الأخيرة، لكن موسم الميرنجي ساهم في تحقيق برشلونة للقب، بعدما تعثّر في العديد من المناسبات، وتخبّط في أكثر من مرة.
وأهدر الفريق الملكي العديد من النقاط التي كان يحصل عليها بسهولة، كما تعثر أمام منافسين تعوّد على الفوز عليهم طوال السنوات الماضية.
تنوع خط الوسط:
امتاز برشلونة في هذا الموسم بتنوع اللاعبين في خط الوسط، فبرز بشكلٍ لافت الإسباني بيدري جونزاليس، الذي أكد أنه أحد لاعبي المستقبل المهمين للنادي.
كما أن فرانك كيسي أعطى إضافة مهمة في العديد من الأوقات، مما دفع النادي الكتالوني للتفكير في تمديد عقده بحسب التقارير، فضلاً عن حضور فرينكي دي يونج المميز، بالرغم من ظهور سيرجيو بوسكتس مهزوزاً في بعض الأوقات.
تأثير ليفاندوفسكي:
كان لدخول روبرت ليفاندوفسكي في تشكيلة فريق برشلونة، دور كبير في حسم البارسا لعدة مباريات، فاللاعب البولندي أحرز حتى الآن 21 هدفاً، في أول مواسمه في كامب نو.
إلا أن الأهم من إحصائيات ليفاندوفسكي، هو دوره الكبير في زيادة الضغط على أي خط دفاع يُواجه برشلونة، حيث يحتار المدافعون وقتها في تتبع خطواته السريعة.
ليفاندوفسكي الذي كلفت صفقة انتقاله إلى برشلونة من بايرن ميونخ في الصيف الماضي 45 مليون يورو، مثّل الإضافة التي كانت تنقص هجوم الفريق الكتالوني في السنوات الماضية، الأمر الذي جعل البارسا يقتنص عدة نقاط بفضل أهدافه.
النسق الجديد المتصاعد:
في الأشهر الأولى للموسم، وحتى عندما كان البارسا يفوز بمبارياته، لم يكن الفريق يقدم المستوى المميز المعروف عنه، حيث كان يعتمد أكثر على المهارات الفردية للاعبيه، وليس على بنيان الفريق بشكل كامل.
ومنذ يناير، استطاع المدرب تشافي هيرنانديز أن يصل إلى النسق الهجومي المتكامل الذي يعتمد فيه بشكل أكبر على القدرات الهجومية الجماعية للاعبي المقدمة، عوضاً عن مهاراتهم الفردية.
وبدا الفارق جلياً بعد أن أصبح الفريق يلعب كوحدة واحدة متكاملة، حيث حقق الفريق عدة انتصارات بهدف نظيف، الأمر الذي يُثبت أن الفريق كان بمثابة التوليفة المتناغمة والمتكاملة دفاعياً وهجومياً.
التحسن في الكرات الهوائية:
طوال المواسم الماضية، عانى برشلونة كثيراً من الكرات الثابتة، فلم تكن الكرات المحتسبة للفريق تُشكل الخطورة المطلوبة على المنافسين، في حين كانت كل ضربة ثابتة محتسبة ضد الفريق تُشكل خطورة عليه.
واستطاع تشافي هيرنانديز أن يُحول لاعبيه إلى خبراء في الكرات الثابتة، سواء المحتسبة للفريق أو عليه، الأمر الذي جعل الفريق الكتالوني يُسجل عدة أهداف من الكرات الرأسية، مقابل تفوقه في عدة كرات هوائية كادت أن تدخل شباكه.
دفاع حديدي:
خلال السنوات الماضية، كان البارسا يسجل عدة أهداف، ولكن في المقابل كانت شباكه تستقبل وابلاً من الأهداف، وكان من السهل اختراق خطوطه والوصول لمرمى تير شتيجن بأقل عدد من التمريرات.
ولكن في الموسم الحالي، بات دفاع البارسا قوياً ومتيناً، والفضل يعود لتألق كريستينسن وأراوخو وكوندي بالدرجة الأولى، إضافة إلى استعادة جوردي ألبا للقليل من مستواه المعهود، ناهيك عن تصديات تير شتيجن الحاسمة.
وقام تشافي هيرنانديز بتأطير الأداء الدفاعي للبارسا وجعل الفريق يعمل كوحدة واحدة مؤثرة، حتى أنه أصبح يبدأ من ثلاثي المقدمة، رافينيا وديمبيلي وليفاندوفسكي، الذين يقومون سريعاً بغلق الطرق على الفريق المنافس، لمنعه من بدء هجماته.