الأخبار الدوليةالبطولة الإسبانية

برشلونة: تشافي لن يجامل أحداً بعد الآن…!!!

صورة آلبا و بيكي و بوسكيتس على كرسي البدلاء خلال مباراة إلتشي في ملعب سبوتيفاي كامب نو كانت لها أكثر من دلالة، تشافي لن يجامل أحدًا حتى لو كانوا أصدقاءه و زملاءه القدامى….

لطالما طالبت الجماهير البرشلونية بضخ دماء جديدة في مجموعة فقدت كل شغف، و منها من طالب علانية و قبل مواسم بإجلاس هؤلاء الثلاثة بالضبط على الدكة لأنهم لم يعودوا يقدمون شيئا و أصبحوا عالة على المجموعة بنظرهم، بل إن هناك من قال إن آلبا و بوسكيتس و بيكي، و نضيف إليهم سيرجي روبيرتو يتمتعون بوضع اعتباري خاص كونهم كطلان و أبناء لاماسيا، و تاريخيا كان قادة الفريق دائما من أبناء الإقليم، حتى إن الصحافة المحلية تكون دائما رحيمة بهم في الوقت الذي تهاجم الأجانب بشكل أوتوماتيكي بعد أول هفوة أو هبوط في المستوى…

عندما جاء تشافي وسط الموسم الماضي وجد أمامه ورشا كبيرا تعيّن عليه العمل فيه، فتم تحديد الأولويات و الوقوف على مكامن الضعف، و عليه، استجابت الإدارة لطلبات مدربها و وفرت له وسائل الاشتغال، فكان الميركاتو الصيفي تاريخيا و بدّل الفريق جلده بنسبة كبيرة، فتم سد الخصاص و تدعيم التشكيلة و إعطاء العمق اللازم و المطلوب لدكة البدلاء، فجيء بقناص إسمه ليفاندوفسكي يسجل من أنصاف الفرص، و قُوّي الدفاع بلاعبين مجربين أمثال كريستنسن و كوندي الذي يعتبر بروفايلا متكاملا في الخط الخلفي، فرانك كيسيي جلب القوة التي كانت تنقص وسط الميدان، و دُعمت الأظهرة بقدوم بيليرين و آلونسو، و هي انتدابات تمنح خيارات متعددة للمدرب تشافي و تعطيه قاعدة حلول أوسع…

في المقابل تخلص النادي من الحمل الزائد بخروج من لا يقدمون الشيء الكثير أمثال أومتيتي و لونغلي و برايثوايت، و تمت التضحية بالغابوني أوباميانغ الذي جلب بعض الأموال، و حاولوا مع الهولنديَّين ديباي و دي يونغ لكنهما تشبثا بالبقاء…

بالعودة إلى عمل الإدارة، فقد كان من المتعين إيجاد وسيلة لضخ الأموال في خزينة النادي و إعادة التوازن الحساباتي و المالي، و هو ما تم حين باع برشلونة جزءا من أصوله و رهن حقوق النقل التلفزي و باع الشركة التابعة له المكلفة بالتسويق الرقمي، حلول إن كان لها وقع آني إلا أنها رهينة بتدبير عقلاني يحقق الأرباح المالية و الرياضية على المديين المتوسط و البعيد، و إلا فإن الوضع سيعود لخانة الأزمة بعد سنوات قليلة…

تضحيات الإدارة تضع السيف فوق رقبة تشافي الذي لم يعد يملك أعذارا، و هو بالفعل بدأ في وضع بصمته و استعاد الفريق توهجه و بريقه، أسلوب لعب ممتع و انتصارات عريضة، هجوم فعال و دفاع متين و وسط ميدان متوازن، و هذا ما أعاد النتائج و وضع القطار على السكة الصحيحة، و المدرب من جهته لا يمكن أن يضحي بإسمه و يعلم أن أي تعثر يعني بالنسبة له الفشل و الخروج من الباب الضيّق، عدم نجاحه في هذه المحطة قد يضع مسيرته التدريبية مستقبلا على المحك، لذلك فهو وضع الصداقات و المجاملات جانبا، و أضحى يعتمد على اللاعب الجاهز الأكثر عطاء، فأصبح بيكي و آلبا في آخر لائحة الاختيارات دفاعيا، أما بوسكيتس فهو أفضل حالا على العموم، لكنه تلقى الرسالة بأنه لم يعد ذلك اللاعب الغير قابل للّمس كما كان الحال طوال المواسم الفارطة، و أن دي يونغ يستحق أخيرا أن يلعب رسميا في مركزه الأصلي كوسط إرتكاز…

الأرجح قياسا على الوضع الحالي هو أن هذا الثلاثي يعيش موسمه الأخير مع البلاوغرانا، بل إن هذا الموسم الحالي أصلا زائد و لا قيمة له بالنسبة للجميع، و كان الأخرى أن يغادروا “بكرامتهم” بدل البقاء و إثارة الشفقة حول حالهم…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: