أراءالبطولة الإسبانية

رأي مدريدي: هزيمة فاييكاس، أسبابها و ما بعدها…

هزيمة ريال مدريد ضد رايو فاييكانو في حد ذاتها ليست كارثة، للتذكير هي الهزيمة الأولى في هذا الموسم، و الأولى منذ مايو الماضي محليا، عندما سقط الملكي على ملعب جاره الآخر أتليتيكو علما أنه كان قد ضمن التتويج قبلها بدورات…
طبعا أي فريق معرض للخسارة و لا يوجد فريق يفوز دائما، حتى و إن كان ريال مدريد بتاريخه و ألقابه، لكن…

السقوط في فاييكاس كان منتظرا، لأن الأعراض بدأت في الظهور في آخر المباريات، و لو أن الفوز الكبير على سيلتيك في دوري الأبطال غطى قليلا هذه العيوب… مباراة جيرونا في الليغا و التعادل المخيب، و قبله السقوط قاريا أمام لايبسيغ الألماني في مباراة كادت تعصف بالمركز الأول للمجموعة…

مباراة فاييكاس كانت الأسوء للريال منذ الكلاسيكو ما قبل الأخير الذي خسره بالأربعة، و العامل المشترك بين المبارتين هو ذهني، فالريال هو من سمح لفاييكانو بالتجرأ عليه، لأن الحافز كان غائبا، و لأن استسهال المباراة كان قاتلا…

في كلاسيكو إياب الموسم الماضي الذي خسره الريال بالأربعة كانت نفس المشكلة، الريال كان المتصدر، و لم يعش ذلك الضغط، في وقت كان برشلونة الذي أقصي من الأبطال يلعب الخميس في تركيا ثم يعود الجمعة لكطلونيا ليسافر لمدريد الأحد صباحا و ينازل الريال في المساء، و المدرب تشافي عرف كيف يحول الضغط و العياء و الإرهاق بشكل إيجابي، و ناقش كما يجب الكلاسيكو ليجهز على خصمه ، و هي مباراة كادت أن تعيد حسابات الليغا لولا أن أبناء أنشيلوتي استفاقوا بعدها وأثبتوا أنها كانت مجرد كبوة، بل في اعتقادي الشخصي الراسخ، تلك الهزيمة كانت بمثابة “الصفعة” التي جاءت في وقتها و كان و لا بد منها لأنها أحدثت الرجّة المطلوبة، و لعل ما وقع بعدها خير دليل، تفوق في باقي مباريات الليغا و مسار إعجازي في دوري الأبطال انتهى بتحقيق الرابعة عشرة…

لنعد للقاء فاييكاس،
الملعب الذي سبق و زرته مرات عديدة يعتبر من الأماكن الصعبة على كل الخصوم، فهو يتواجد وسط ضاحية مدريدية شعبية لدرجة أنك قد تمر بجانبه دون أن تلاحظ وجوده، و النادي الذي رغم أنه يشتغل على التكوين و لا ينافس على البوديوم إلا نادراً يملك جماهيرية جارفة ، خصوصا عندما يستقبل خصوما من العيار الثقيل. قرب المدرجات من المستطيل الأخضر و السور العالي الذي يوجد وراء المرمى الشمالي يجعلك تعتقد أنك وسط حلبة مصارعة رومانية، و في حال فقد الخصم التركيز تكون النتيجة كارثية، و هو ما وقع مع ريال مدريد بالأمس…

أعاتب أنشيلوتي لأنه لم يجد ربما الخطاب المناسب لشحن اللاعبين، و ألوم اللاعبين لأن أغلبهم كان عقله في كأس العالم و فقدوا التركيز و الحافز ، رأيت بالأمس أسوء مباراة لمودريتش، الكرواتي على غير العادة كان تائها و تمريراته كلها كانت خاطئة…(نتمنى أن يبقى كذلك يوم يواجه المغرب بعد أيام قليلة) تشواميني افتقد لقتاليته المعهودة، ميليتاو كان خارج الخدمة، كورتوا يتحمل مسؤولية الهدف الثاني الذي أعاد أصحاب الأرض في المباراة، (و نتمنى أن يخونه التركيز مجددا عندما يواجه النصيري أو حمد الله !!!!)  و هو الهدف الذي جاء بعد تهاون غير مبرر و غير مقبول من المنظومة الدفاعية… أما كارباخال الذي أهدى هدف التفوق لرايو فلا أجد الكلمات لوصف مردوده الكارثي، حتى فالفيردي الذي أتحفنا مؤخرا بتسديدات دقيقة فقد البوصلة و انتهت إحدى كراته في شرفة في الطابق الخامس لإحدى العمارات المتاخمة للملعب، كرة احتفظ بها رب ذلك البيت كذكرى لتلك السهرة الجميلة في فاييكاس….!!!

هجوميا غاب فينيسيوس و كان رودريغو متوسطا، فقط آسينسيو من كان يحارب وحده في مناطق الخصوم…

مشكلة هذه المباراة أنها جاءت في وقت حساس، قبل جولة واحدة من توقف طويل بسبب كأس العالم، و لا ندري كيف سيعود الدوليون بعد المنافسة العالمية، لو جاءت المباراة وسط موسم عادي لقلت إنها صفعة لا بد منها و لآمنت باستفاقة بعدها، لكن الظروف الحالية تجعل الأمر معلقا….

و بشكل عام، ريال مدريد استقبل 13 هدفا في 13 مباراة، و احسن الحظ فهو يملك هجوماً يسجل الأهداف، إلا أن المنظومة الدفاعية تبقى علامة استفهام كبيرة جداً، لا أتخيل الريال في نهاية الموسم يحقق البطولات و هو يملك خطا خلفيا بهذا السوء….

على كل، هناك لقاء أخير ضد قادش في البيرنابيو يجب الفوز فيه، و بعد ذلك سنرى ما سيفعله أنشيلوتي لتدبير مرحلة ما بعد قطر، و عندها لكل حادث حديث….

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: