الندّية و العداوة الكروية التي تطبع العلاقة بين كبيري إسبانيا تتجاوز ما هو رياضي لتصل لما هو سياسي، ريال مدريد الذي يمثل المركز و الولاء للملكية و وحدة إسبانيا، و هي قيم تتعارض مع ما يحمله النادي الكطلاني الذي يعتبر النادي الأعظم في الإقليم و الذي لا يخفي توجهه الإنفصالي و ينادي باستقلاله، لكن هذا لم يمنع بعض اللاعبين من الإنتقال بين الغريمين، و هو ما تسبب لهم أحياناً ببعض المشاكل مع الجماهير، و سنسرد لكم في هذا المقال أهم اللاعبين اللذين حملوا ألوان البارصا و الريال معا:
-ألفريدو دي ستيفانو: سنة 1953، جاء الفتى الأرجنتيني إلى برشلونة و وقّع فعليا معهم، لكنه اختار ريال مدريد الذي انتقل إليه حتى قبل أن يجمل ألوان البلاوغرانا، في ذلك الوقت لم تكن القوانين كما في أيامنا، و استطاع ألفريدو تغيير وجهته بعد أن اقتنع بعرض الريال، و هو ما يعتبره الكطلان لحد اليوم “سرقة موصوفة” ، و يعتبر هذا الحدث من بين الأسباب الكبرى للعداوة بين الفريقين، لعب دي ستيفانو سبع سنوات مع الريال توج معه بخمسة ألقاب دوري الأبطال و وصل ل308 هدفاً و هو حاليا رابع الهدافين التاريخيين للنادي و تقلد لسنوات عديدة منصب الرئيس الشرفي لريال مدريد إلى أن توفي سنة 2014 في عاصمة إسبانيا.
-بيرند شوستر: لعب الألماني ثمان سنوات مع برشلونة من 1980 إلى 1988 السنة التي انتهى فيها عقده في كطلونيا و كانت العلاقة بينه و بين النادي ليست على ما يرام بسبب خلافات إدارية و مع المدرب، و لم يُقدّم له عرض للتجديد، و اختار الإنتقال لجوفنتوس، لكن في منتصف المفاوضات تلقى اتصالا من الريال، و اختار البقاء في إسبانيا لأسباب عائلية، لم يكن يريد تغيير المدارس لأبنائه و كانت الحياة تلائم عائلته هناك، فاختار العرض الملكي و هو ما لم تهضمه الجماهير، لكن كل شيء بدا عاديا بعد الموسم الأول، شوستر قال بعد اعتزاله اللعب إنه استمتع بكرة القدم أكثر في مدريد و أنه يعتبر نفسه مدريديستا رغم أنه لعب هناك موسمين فقط، و هو ما زاد من كره الكطلان له…
-مايكل لاودروب: الدنمركي الموهوب ظهر في برشلونة و تألق معهم من 1989 إلى 1994، لكنه فاجأ الجميع و هو ينتقل للريال مباشرة، و السبب كان أنه يريد خوض هذه التجربة الفريدة، فانتقل للغريم و لعب معه من 1994 إلى 1996، و يحسب لمايكل أنه فاز بآخر كلاسيكو له بألوان البارصا ب5/0 و عاد ليفوز بأول كلاسيكو بالقميص الأبيض أيضا 5/0.
-جورج حاجي: أحد أكبر لاعبي رومانيا مر أيضا بالفريقين، جاء إلى إسبانيا من بوابة الريال و قضى هناك موسمين من 1990 إلى 1992، لكنه لم يقنع أبدا و لم يفرض نفسه فانتقل إلى بريشيا في إيطاليا قبل أن يعود إلى إسبانيا مع البارصا في 1994، حيث جاء ليعوض مايكل لاودروب، لكنه لم يكن أساسيا في كل المباريات و كان أداؤه أقل من التوقعات…
-لويس إنريكي: النجم الإسباني السابق قضى أربعة مواسم في مدريد من 1992 إلى 1996، في آخر موسم لم يلعب كثيرا و فهم أنه غير مرغوب فيه، لم يقدموا له أي عرض و أشاروا له أين توجد باب الخروج، تقدم برشلونة و لم يرفض إنريكي الفرصة المثلى للانتقام، قضى في كطلونيا ثمانية مواسم و كان يلعب كل كلاسيكو كأنه الأخير في حياته، سنوات بعد ذلك قالها صراحة، عندما كان مدربا للبارصا: “اتمنى أن يخسر ريال مدريد كل مبارياته، أكون سعيدا عندما ينهزمون…”
-يولين لوبيتيغي: مدرب إشبيلية الحالي و ريال مدريد السابق هو أيضا ضمن هذه اللائحة، تكون في ريال مدريد و لعب في صفوفه من 1989 إلى 1991 كحارس احتياطي لم يشارك رسميا إلا في لقاء وحيد، لينتقل إلى لوغورونيس في الدرجة الثانية ثم يعود لقسم الكبار مع برشلونة من 1994 إلى 1997 لكنه لم يلعب إلا خمس مباريات رسمية…!!!
-لويس فيغو: قضى النجم البرتغالي عشر سنوات في إسبانيا من 1995 إلى 2005 و قسمها بالتساوي بين الغريمين، بعد خمس سنوات في كطلونيا كان خلالها النجم الأبرز، فاجأ عالم كرة القدم سنة 2000 عندما وقع للريال، كان لديه اتفاق مبدئي مع المرشح الرئاسي وقتها فلورنتينو بيريز، و ظل يماطل إدارة البارصا لتمديد العقد، بمجرد انتخاب بيريز ظهر معه في فيديو و هو يوقع العقد، ما شكل صدمة للجماهير البرشلونية التي رمته برأس خنزير في أول كلاسيكو لعبه بالأبيض في الكامب نو، فيغو الذي لا يخفي انتماءه المدريدي اليوم، قال وقتها إنه لاعب كرة محترف و لا مجال للمشاعر في كرة القدم، “ريال مدريد كان عرضه أفضل رياضيا و ماليا” هكذا ببساطة…
-رونالدو نازاريو: جاء به بوبي روبسون لبرشلونة بعد أن لعب معه في آيندهوفن، كان “الظاهرة” غير معروف كثيرا و شكل مفاجأة سارّة للجميع، قضى رونالدو موسما وحيدا مع البلاوغرانا توج خلاله هدافا للدوري، لكنه انتقل سنة 1997 للإنتر لأن قيمة العقد كانت مغرية، بعدها بخمس سنوات لعب للريال أربعة مواسم و نصف من 2002 إلى 2007 ثم انتقل للميلان غريم الإنتر..!!!!
-صامويل إيتو: إدارة الريال لم تكن تثق كثيرا في الكاميروني الذي جاء صغير لأكاديمية النادي و تدرج في فئاتها، بعد وصولة للفريق الأول سنة 1997 لم يلعب كثيرا فظهر فقط في سبع مباريات لم يسجل فيها حتّى، لتتم إعارته لفريق ليغانيس ثم إسبانيول ثم مايوركا التي اشترت عقده سنة 2000، هناك تألق و سجل 152 هدفا، و كان الحصان الأسود للريال حيث كان يجب في مرماهم في كل مرة و يعبر عن فرحة هستيرية لا تخلو من رسائل الإنتقام، و هو ما استمر فيه عندما لعب لبرشلونة من 2004 إلى 2009، دون شك أحد أكبر المواهب التي مرت تحت أنف فلورنتينو بيريز رئيس الريال في تلك الفترة…
هناك لاعبون آخرون لعبوا للغريمين ، من بينهم الأرجنتيني خافيير سافيولا و الإسباني ألبيرت سيلاديس و ميكيل صولير و لويس ميلا إضافة إلى البولندي روبرت بروزنسكي و غيرهم، و لا شك سيكون هناك لاعبون آخرون في المستقبل…