النصيري يسعى لإعادة كتابة تاريخ إشبيلية وأفريقيا في الملاعب الإسبانية
في نهاية المباراة التي تفوق فيها إشبيلية 3-صفر على قادش يوم السبت الماضي، أخذ المغربي يوسف النصيري كرة المباراة معه ليضيفها إلى مجموعته المتنامية، فهذه هي المباراة الثانية على التوالي على أرض فريقه التي يسجل فيها هاتريك مع الفريق “الأحمر والأبيض”، ليرفع رصيده إلى 12 هدفاً وضعته في صدارة ترتيب هدافي الدوري الإسباني “لاليغا سانتاندير” هذا الموسم، وهو يتساوي فقط مع مهاجم أتلتيكو مدريد لويس سواريز بنفس العدد من الأهداف.
هذا الانتصار وضع إشبيلية في المركز الرابع في ترتيب الدوري، ومن المنصف القول أن النصيري كان أهم لاعب في هذا الموسم بأكمله، حيث تمثل دزينة أهداف المهاجم المولود في مدينة فاس 46٪ من إجمالي أهداف إشبيلية البالغ 26 هدفاً، بينما يسجل النصيري أيضاً أهدافاً بالغة الأهمية، حيث أن ستة من أصل أهدافه الـ 12 افتتحت التسجيل لإشبيلية، لا يوجد لاعب في الدوري الإسباني نجح بافتتاح التسجيل هذا الموسم مثل خريج أكاديمية محمد السادس المرموقة.
اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً يمر في مرحلة في حياته يقوم برد دين نظير الإيمان في قدراته الذي ناله خلال رحلة تسلسل صعوده مع إشبيلية بعدما تم التعاقد معه من ليغانيس في سوق الانتقالات الشتوية الماضي خلال النصف الثاني من موسم 2019-2020، وسجل المهاجم ستة أهداف وأحرز هدفين خلال مسيرته في مسابقة “يوربا ليغ”، لكن في الموسم الماضي كان لوك دي يونغ هو من سجل أهم أهداف إشبيلية عندما فاز باللقب القاري، ثم أهدر النصيري فرصة حاسمة ضد مانويل نوير عندما تغلب بايرن ميونخ على إشبيلية في كأس السوبر الأوروبي في سبتمبر الماضي، وكان المغربي يبكي بعد المباراة.
ومع ذلك، فقد استجاب النصيري بأفضل طريقة ممكنة وعاد أقوى، وقال المدير الرياضي مونشي للاعب:” الحياة تمنحك دائماً فرصة ثانية.”، وقد نجح النصيري بالصعود من مستواه إلى النقطة التي أصبح فيها أحد أخطر اللاعبين في الدوري الإسباني، وقال اللاعب عن تحسنه:” إنه نتيجة العمل الجاد والتركيز.”.
يتشارك حالياً مع سواريز في صدارة قائمة الهدافين في الدوري، ويهدف النصيري أن يصبح ثاني لاعب على الإطلاق من إشبيلية يفوز بجائزة هداف الدوري الإسباني، الآخر كان خوان أرزا في موسم 1954-1955، والمرة الأخرى الوحيدة التي أنهى فيها لاعب من أفريقيا الموسم في صدارة هدافي الدوري الإسباني كانت عندما فاز صامويل إيتو في موسم 2005-2006، لذلك قد يكون النصيري في طور كتابة تاريخ جديد، حيث سيكون أول لاعب من شمال أفريقيا بفوز بهذه الجائزة.
يتطلع إشبيلية كنادي أن يكون هذا الموسم تاريخياً، لن يكونوا قادرين على الاحتفاظ بلقب “يوربا ليغ”، لكنهم يطمحون إلى تحقيق إنجاز أكبر، بعدما وصلوا إلى الأدوار الإقصائية في دوري أبطال أوروبا – حيث يساهم النصيري بأربعة أهداف أخرى – وسيواجه بروسيا دورتموند في دور الـ 16، كما ما زال فريق المدرب لوبيتيغي على قيد الحياة في كأس الملك أيضاً، ويتأخر بفارق نقطة واحدة عن برشلونة وأربعة خلف ريال مدريد في ترتيب الدوري حيث يستهدف التواجد في قائمة الصدارة في نهاية الموسم.
سيكون النصيري أحد المفاتيح الرئيسية في مساعي إشبيلية إلى تحقيق أهدافه خلال النصف الثاني من الموسم، حيث لا يستطيع المدافعون مواكبة سرعته وحركته في الوقت الحالي، ويتعرض حراس المرمى من تسديداته في اليسار واليمين والوسط مع وصول اللمسة الأخيرة للمهاجم إلى مرحلة مختلفة