الحزن يخيم على إيطاليا بعد الإقصاء من تصفيات المونديال
استفاقت كل المدن الإيطالية صباح الجمعة و هي حزينة غير مُصدّقة بعدُ توديعَ منتخبها لإقصائيات كأس العالم، هزيمة مدوّية ضد منتخب متواضع جدّا على الورق إسمه مقدونيا الشمالية، و على ملعب باليرمو المعروف بصخب مشجعيه، و هم اللذين لم يتوقفوا عن دعم “الأتزوري” منذ أول دقيقة حتى الدقيقة الخامسة و التسعين، لكن الحظ و الرعونة و التسرّع و الضغط السلبي الذي تسلل للاعبين و الحارس المقدوني ديميترييفسكي، كلها عوامل جعلت الطليان يعجزون عن دفع الكرة خلف خط مرمى خصمهم، فسيطروا و استحوذوا طوال اللقاء لكنهم لم يسجّلوا، و عاقبهم المقدونيون بهدف في الدقيقة 92 من أول تسديدة مؤطرة في المباراة بيمنى المهاجم تراجكوفسكي… تذكروا هذا الإسم جيّدا، فهو من أقصى إيطاليا و حرمها من التأهل للمونديال للمرة الثانية توالياً…
مقدونيا الشمالية، ليس بذلك المنتخب الكبير، فرغم أنه حل ثانيا في مجموعته الإقصائية (العاشرة) ، إلا أنه يعد أضعف صاحب مركز ثاني في كل الإقصائيات، إذ تحصل على 18 نقطة فقط خلف ألمانيا (27 نقطة) و أمام خصوم متواضعين كرومانيا التي لا علاقة لها بجيل جورج حاجي و بوبيسكو، و ليشتنشتاين الذي يشكل نطق إسمه الصعوبة الوحيدة التي يمكن أن يجدها الخصوم أمامه، ثم إيسلندا و أرمينيا… الهزيمة ضدهم “فضيحة” و “كارثة”، “إيطاليا خارج العالم” هكذا عنونت لاغاتزيتا ديلّو سبورت كبرى الصحف الرياضية الإيطالية في صفحتها الأولى غداة الإقصاء…
لا أحد من لاعبي إيطاليا و مدرّبها وجد الكلمات للإجابة على أسئلة الصحفيين، لقد كانوا في “تمرين ثقيل” و هم يقفون مجبرين أمام الميكروفونات، مانشيني قال إنه عاش أسوء أمسية في مسيرته الكروية، و القائد كييلّيني اعتذر للجماهير و دعاهم لدعم المنتخب و عدم التخلي عنه…
رفاق بونوتشي بهذا الإقصاء من المونديال يكملون أضلاع مربع مشؤوم لمنتخبات توجت باليورو و عجزت عن التأهل لكأس العالم الذي يليها مباشرة، تشيكوسلوفاكيا سنة 1978 و الدنمرك سنة 1994 و اليونان سنة 2006 و الآن إيطاليا…