انتهت علاقة الوداد الرياضي وخوان كارلوس جاريدو بطلاق منتظر، بعدما تراجع المردود الفني للفريق، وكذلك دخول المدرب الإسباني في صراعات داخلية مع لاعبيه وطاقمه الفني.
الوداد الرياضي بدأ الموسم الحالي بالتعاقد مع المغربي الحسين عموتة، قبل رحيله وإسناد المهمة إلى التونسي المهدي النفطي، قبل قدوم خوان كارلوس جاريدو.
ورحل عموتة قبل نهائيات كأس العالم 2022، وأتى المهدي النفطي خلفاً له، ولكن تراجع النتائج ساهم في رحيله، ما جعل إدارة الوداد تتجه نحو خوان كارلوس جاريدو.
وساهم جاريدو بالفعل في تحسين نتائج الوداد الرياضي، وأوصله إلى نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، لكن المستوى العام لم يكن مُرضياً، وكانت جميع المؤشرات تدل على قرب انهيار الفريق.
وما جعل حبل التنافر يشتد بين جاريدو وجماهير الوداد الرياضي، هو دخول المدرب الإسباني في صراعات داخلية مع لاعبيه وطاقمه الفني، لدرجة أنه كان يستبعد الذين يستحقون الدفاع عن قميص الفريق، مقابل إشراك لاعبين تراجع أداؤهم.
ولكن ثورة الغصب العارم كانت بسبب تفريط الوداد في فرصة اعتلاء صدارة الدوري التي كانت تُخول له التحكم في مصير التتويج بأقدام لاعبيه، حيث كان للمدرب الإسباني رأي مخالف وقد رهن احتفاظ الفريق بلقبه بتعثر الجيش الملكي وانتظار هداياً من منافسيه.
لعبة الكراسي الموسيقية:
منذ رحيل وليد الركراكي، بدأت لعبة الكراسي الموسيقية تفرض نفسها على مقعد تدريب الوداد، حيث تناوبت 4 أسماء على العارضة الفنية للفريق الأحمر في موسم واحد، وهو أمر غير مقبول بتاتاً.
ومن أبرز أسباب هذه الآفة، هو الخلل في أصل الاختيار، فالمعروف أن الجهاز الإداري هو المسؤول عن اختيار هوية الربان الذي سيقود سفينة الفريق.
ولكن الخلل يبدو واضحاً في هذه العملية، فعندما تشرع الإدارة بعملية الاختيار من المفترض أن تستند إلى قواعد وشروط موضوعيّة تُطبّق عند الاختيارات والمفاضلة بين أكثر من مدرّب، فمتى ما كانت معايير الاختيار رصينة كان الاختيار مناسباً.
وما يزيد الطين بلة، هو أن الوداد الرياضي لا يستقر على مدرسة تدريبية واحدة، بل يعتمد على مدربين ذوي خلفيات تدريبية مختلفة، فتارة يعتمد على مدرب دفاعي وتارة أخرى يلجأ لمدرب يعتمد في نهجه على الاستحواذ والهجوم.
وليس خفياً على أحد أن الادارات النموذجية هي التي تُحدد أهدافها بدقة وتتصرف طبقاً لتلك الأهداف، بحيث تضع معايير تتناسب مع قدراتها المادية والفنية بما يُخول لها الاستمرار في القمة وصعود منصات التتويج بشكل دائم.
زمن الاستقرار:
يحتاج أي مدرب في العالم، إلى فسحة مناسبة من الزمن لتطبيق منهجه، وتحويل أفكاره إلى مفردات عمل في الميدان، والإدارة الجيّدة هي من تضع توقيتات مناسبة لما هو مطلوب من مدربها، فلا يصحُّ أن تضغط الإدارة على المدرّب ليحقق نتائج إيجابية في زمن محدود مع عدم توافر الأدوات اللازمة لتحقيق تلك النتائج.
كما لا يجوز أن يتعرّض المدرّب، ومن يعمل ضمن نطاق اختصاصه إلى ضغط الجمهور المباشر، لأن هذا الأمر سيجعله قادراً على تأدية مهامه على أكمل وجه.
نُدرك تماماً أن الجمهور الودادي جمهور لديه سقف طموح مرتفع، وهو الذي دأب على رؤية فريقه يصعد لمنصات التتويج في السنوات القليلة الأخيرة، لكن من الواجب منح أي مدرب وقتاً حتى يتسنى له تطبيق أفكاره.
منعرج خطير:
قرار الانفصال عن جاريدو الذي تم اتخاذه، جاء ليكون بمثابة امتحان صعب للاعبين في قدرتهم على تجاوز أمرين، الأول هو عدم التأثر بعدم الاستقرار الفني في مواجهة صان داونز بنصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، والثاني القدرة على الظهور بمستوى فني مغاير خصوصاً وأن الفريق يخوض منعرجاً خطيراً بالموسم، لاسيما وأنه ملزم بملاحقة الجيش الملكي في سلم ترتيب الدوري الاحترافي.
وإذا كان الاستقرار الفني أحد أهم عوامل النجاح الكروي، فيجب الاعتراف أن اختيار التوقيت جاء سيئاً، لأنه كان على الأقل يُمكن الانتظار لغاية نهاية الموسم، خصوصاً وأنه لم يتبقّ سوى عدد قليل من المباريات.
ويجب على الوداد أن يثبت وجهة نظره في عدم رغبته باستمرار المدرب جاريدو بأن يُحاول تحقيق الأفضلية في المرحلة المقبلة، لاسيما وأن الفريق يمتلك كافة مايحتاجه سواء من سيولة مادية أو وجود لاعبين من طراز عالٍ أو محترفين مشهود لهم بالكفاءة.