يعتبر فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من الرؤساء القلائل اللذين واجهوا التحالفات العربية والإفريقية التي كانت تسيطر على منظومة كرة القدم الإفريقية، واستطاع بفضل قوة الشخصية والكاريزما التي يتوفر عليهما أن يسحب البساط من دول كانت إلى الأمس القريب متحكمة في الشأن الكروي القاري، وتستغل تواجدها القوي لخدمة أجندة بلدانها في المجالين الرياضي والسياسي.
وقبل أيام نزلت الجزائر بكل ثقلها واستخدمت سفاراتها لدعم الحملة الانتخابية لمساندة رئيس الاتحادية الجزائرية، خير الدين زطشي، في ترشيحه لعضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم، والتي ينافس فيها، فوزي لقجع والمصري هاني أبو ريدة، وغوستافو ندونغ من جمهورية غينيا الاستوائية.
التحرك الجزائري كان بطبيعة الحال ضد المغرب بالدرجة الأولى في شخص فوزي لقجع، لأن لا يهم بالنسبة للجار أن يضمن أبو ريدة أو غوستافو مكانيهما في الاتحاد الدولي لكرة القدم، قدر ما يهمه تواجد ممثل المغرب، الذي سبق وأن أزاح الرجل القوي السابق في منظومة الاتحاد الإفريقي للعبة محمد راوراوة، وبفارق شاسع في انتخابات “كاف” التي جرت بإثيوبيا.
فوزي لقجع، بفضل العلاقات التي نسجها مع مكونات كرة القدم الدولية والقارية، ومساهمته في تطوير اللعبة بإفريقيا، ومشاركته في العديد من القرارات الحاسمة التي كان لها تأثير في تغيير العديد من الأمور داخل أروقة “الكاف”، الإدارية منها والتقنية، جعلته ينال ثقة جياني أنفانتينو واحترام العديد من رؤساء الاتحادات القارية، وأصبح المغرب وجهة خاصة لتنظيم أبرز المناظرات القارية والدولية، وخير دليل على ذلك إقامة المؤتمر الانتخابي لرئاسة الاتحاد الإفريقي بالمغرب شهر مارس المقبل.
وبهذا يصبح فوزي لقجع أول رئيس جامعة ملكية مغربية حصانا أسودا للجزائريين، وكابوسا مزعجا ليس في الأحلام ولكن أيضا في اليقظة، ولا يبقى سوى الإعلان عن تواجد المغرب ضمن اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم لتكون الضربة القاضية لأعداء وطن يكن كل الاحترام لجيرانه.