تطور برشلونة أداءً و نتيجة واقع لا تخطئه عين، و لمسة المدرب تشافي واضحة جدّاً، هو الذي استلم فريقاً مهلهلا و متأخراً في الترتيب و استطاع افتكاك المركز الثالث محلياً مع مباراة ناقصة، و تأهل لثمن نهائي الدوري الأوروبي بعد أن أزاح نابولي من طريقه، و هو الآن في “الطريق الصحيح” كما صرّح بعد آخر فوز له على ميدان إلتشي…
الميركاتو الشتوي كان فرصة لسد الخصاص في بعض المراكز، قدوم فيران توريس و آداما على الأجنحة، و تعزيز الهجوم بالقناص أوباميانغ إضافة إلى الإبقاء على ديمبلي على الأقل حتى نهاية الموسم حسّن الخط الأمامي و ارتفعت احصائيات الأهداف، كما أن عودة بيدري من الإصابة و استعادة بوسكيتس لمستواه كان له مفعول السحر على خط الوسط، فأصبحنا نرى مترابطات هجومية و سرعة في استرداد الكرة، و الأهم هو هوّية لعب النادي التي بدأت في الظهور مجددا، أتكلم طبعا عن التيكي تاكا…
تشافي لديه رؤية و فلسفة واضحة المعالم، و تعزيزات الميركاتو منحته مفاتيح تطبيقها على أرض الواقع، و يحسب له قدرته على شحن اللاعبين إيجابيا و استخراج أفضل نسخة منهم، ما خلق ذلك الإنسجام الذي كان مفقودا و تلك اللُحمة التي كانت غائبة… و مهما كانت الحصيلة في نهاية الموسم، فهذا المدرب وضع القطار فوق سكته ليقول كلمته ابتداء من الموسم المقبل…
المهمة ستكون صعبة من أجل الانقضاض على المركز الثاني الذي سيخول لبرشلونة لعب السوبر الإسباني الموسم القادم، إشبيلية يقدم هو الآخر مستويات رائعة و فارق النقاط بينهما صعبُ تذويبه، لكن المحافظة على المركز الثالث و التأهل المباشر لدوري الأبطال يبدو في المتناول، و إن جاء التتويج بالدوري الأوروبي فسيكون بمثابة إنقاذ لموسم بدأ كارثياً بكل المقاييس، سيكون حبّة الكرز فوق الكعكة، ليثبت البارصا أنه يمرض لكن لا يموت…