قبل أيام قليلة، و غداة تأهل ريال مدريد لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد أن تغلب على تشيلسي في مجموع الذهاب و الإياب بصعوبة بالغة، سأل أحد الصحفيين مدرب برشلونة تشافي، الذي كان يستعد لمواجهة آينتراخت فرانكفورت في ربع نهائي الدوري الأوروبي، سأله عن رأيه في تأهل الريال بعد تلك المعاناة فأجاب: “بالنسبة لنا في برشلونة، لدينا أسس وضعها يوهان كرويف منذ أكثر من أربعين سنة، و هي أن نلعب جيدا…” في إشارة واضحة لأسلوب التيكي تاكا الذي تطور كثيرا في عهد غوارديولا و مع جيل ذهبي من اللاعبين بقيادته هو شخصيا (تشافي) عندما كان لاعبا إلى جانب إنييستا و ميسي و بويول و بوسكيتس و غيرهم، ثم واصل: “نحن الكطلان، عندما نتأهل دون أن نلعب جيدا لا نكون سعداء، ريال مدريد خصم رائع، لكن هنا في برشلونة الأمر مختلف و اللعب يجب أن يكون جذابا…”
هذا التصريح رآه البعض عاديا و أنه جاء ليضيف بعض “البهارات” على الندّية التاريخية بين قطبي كرة القدم في إسبانيا، و هو يكرس عودة برشلونة و أسلوب لعبها الذي تفوقوا به على الريال بأربعة أهداف في آخر مواجهة بينهما، لكن البعض الآخر رآى في خروج تشافي “غرورا” مبالغا فيه، فالرجل لم يحقق بعد شيئا مع البارصا و الفريق الذي يقوده لا يزال “نبتة جميلة في بداية نموّها”، و اتضح أن توقيت هذا التصريح لم يكن مناسبا البتّة، لأن فريقه انهزم بعد ذلك من فراكفورت و خرج من الدوري الأوروبي في مباراة لم يقدم فيها الأداء الجميل و لم تكن هناك نتيجة…
اليوم السبت، و عشية قمة الجولة 32 التي ستجمع إشبيلية بضيفه ريال مدريد، سأل الصحفيون المدرب أنشيلوتي حول ما قاله غريمه تشافي، و رغم أن الإيطالي لا يحب عادة الدخول في حرب التصريحات، و معروف عنه الهدوء، إلا أنه أجاب لأن الواجب كان يقتضي الدفاع عن الكيان المدريدي، فكانت كلماته مركزة و واضحة: “لكل نادٍ متطلباته و انتظاراته، هناك من يبحث عن الألقاب و آخرون عن اللعب الجميل…” ثم واصل: “لا أعرف كيف يمكن للبعض حصر اللعب الجميل في الشق الهجومي فقط، اللعب الجميل هو عندما تعرف كيف تفوز، عندما تمتلك الروح العالية، و عندما تدافع جيدا أيضا…”، الإيطالي أكد أنه لا يوجد فريق أسهل من الآخر، و أن التدريب في جميع النوادي يبقى مهمة صعبة…
و يواجه ريال مدريد مساء الأحد إشبيلية، انتصار الميرنغي في الأندلس سيعني خطوة كبيرة نحو اللقب، في حين فوز إشبيلية سيعيد الحماس لنهاية الدوري، أما برشلونة فيستقبل قادش مساء الإثنين في محاولة للبقاء في المطاردة و نسيان الإقصاء الأوروبي…
