أسود الأطلس: تعادل سلبي و استنتاجات إيجابية

ظهر منتخب وليد الركراكي في ثاني مباراة ودية له ضد خصم آخر من أمريكا الجنوبية، فبعد الشيلي كان الموعد هذه المرة مع الباراغواي في ملعب فيامارين الخاص بريال بيتيس الإشبيلي.

صحيح أن الوديّات تُلعب لتصحيح الأمور و الوقوف على النواقص، لكن نتائجها تكون دافعا معنويا قويا، فكل المدربين و اللاعبين و حولهم الجماهير يحبون الإنتصار، و إن كان بالأداء فسيكون طبعا أفضل…

خلال ودية الشيلي توسمنا خيرا في المنتخب “الجديد”، و إن لم يكن لدى الركراكي الوقت الكافي لوضع لمسته التكتيكية، إلا أن الأخيرة ظهرت، و ما ساهم في بروزها هو روح المجموعة التي نجح مدرب الوداد و الدحيل و الفتح السابق زرعها فيهم، فكلنا بتنا نعرف قدرة الرجل في شحذ الهمم و إيصال الخطاب بالطريقة المثالية، فرأينا لاعبين متحررين يلعبون كرة قدم سلسة و جذابة، و هذا هو الأهم في الفترة الحالية…

تخوف أغلب المتابعين كان بعد لقاء الشيلي الذي كان الانتصار فيه منطقيا عطفا على مجريات المباراة، تخوف من أن يكون فقط بفعل “الرجة النفسية” التي تقع عادة بعد تغيير المدربين، لذلك انتظرنا جميعا موقعة الباراغواي للتمكن من الخروج بالاستنتاجات الأولية، و التي كانت في معظمها إيجابية، مع بعض نقاط الضعف التي يجب الانتباه إليها و إصلاحها بسرعة، فلم يعد هناك متسع كاف من الوقت، لأن التجمع القادم لأسود الأطلس سيكون أياما فقط قبل المونديال…

سنبدأ بالإيجابيات، و أولها هي استمرار المجموعة على نفس النسق، المدرب قام بتغييرين فقط مقارنة باللقاء السابق فدخل ريان مايي بدل يوسف النصيري و أمين حارث بدل سليم أملاح، الاستمرار أعطانا انسجاما أكثر داخل المجموعة و أحسسنا بالدور القيادي هجوميا للعائد حكيم زياش الذي بحث عن الكرات العرضية و حاول التوغل في أكثر من مناسبة، لاعب تشيلسي كان يميل أكثر للجهة اليمنى و يفتح الملعب تاركا المجال لحكيمي القادم من الخلف و بوفال الذي كان متحررا أكثر و مُنح المجال لابراز مؤهلاته.

ثنائية داري سايس كانت ناجحة جدا، مع تواجد مزراوي الذي كان مرتاحا أكثر في الجهة اليسرى و طبعا حكيمي الذي لا نقاش حول إمكانياته، أما بخصوص حراسة المرمى ، فإن بونو ظل مركزا رغم قلة فرص الخصم، و كان حاسما في ثلاثة تدخلات…

أما وسط الميدان، فقد أثبت أوناحي أنه قيمة ثابتة، و أساسياته بالنسبة لنا لم تعد موضوع نقاش، كذلك الأمر بالنسبة لأمرابط، ربما هو ليس أفضل ارتكاز في العالم، لكنه يمتلك هدوءا يُحسد عليه…

بالنسبة للنقاط الأقل إيجابية، تظل الفعالية أمام المرمى أبرزها، أتيحت لنا عشرة تسديدات على المرمى تدخل الحارس و الدفاع في أربعة منها و حرمنا القائم من إحداها، في حين كانت خمسة خارج الإطار، و هنا تبرز نقطة الاستفهام الكبيرة حول مركز وأس الحربة و من يستطيع تحويل الخطورة إلى أهداف، ريان مايي كان محدودا نوعا ما و اضاع البوصلة في مرات عديدة.

نقطة أخرى هي الجهة اليسرى، فرغم أن مزراوي أبلى البلاء الحسن إلا أن وجود لاعب أشول في هذا المركز كان سيكون أفضل، نصير كان يضطر للدوران حول رجله اليمنى لرفع الكرات، و هو ما أخر الهجمات نوعا ما، إلا أنه كان خطيرا عند الانطلاق من الخلف، ففي تلك الحالة كان الدخول إلى عمق الملعب أسهل بالنسبة له، و هو تمرين نجح فيه أربعة مرات، ثلاثة تمكن فيها من رفع الكرة و كرة سددها بنفسه في يد الحارس.

الناخب الوطني يبدو مستقرا على التشكيل بنسبة كبيرة، لكن كل شيء وارد على بعد أقل من شهرين من بداية المحفل العالمي الكبير، فهل سنرى مهاجما قناصا جديدا يتسلل للقائمة، أتكلم عن حمد الله مثلا، فرغم أن وليد جدد الثقة في النصيري إلا أن التخوف مشروع حوله كونه يفتقد للحس التهديفي… حاليا على الأقل…

Exit mobile version