أسود الأطلس.. عندما تكون الحقيقة أجمل من الخيال !
ألم أقل لكم أن المنبه كُسر، ألم أقل لكم أنه لا يوجد من يوقظنا من حلمنا مادُمنا راغبين في الاستمرار فيه، ألم أؤكد لكم أن المنافس لا يهمنا ولو فاز بسداسيات وسباعيات، ألم أذكركم بأن حلمنا باقي ويتمدد…
بأقدام الرجال وأيادي الأخطبوط بونو، وذكاء الركراكي، ورأسية النصيري، كتب المغرب تاريخا جديداً لإفريقيا في تاريخ نهائيات كأس العالم باعتباره أول منتخب افريقي يصل لدور نصف نهائي المونديال، بعد تجاوزه عقبة المنتخب البرتغالي بنتيجة هدف نظيف لحساب دور ربع النهائي…
أبناء وليد الركراكي ومعه كل الشعب المغربي تمكنوا من الإطاحة بمنتخب يمتلك أجود اللاعبين في العالم حاليا، وحققوا إعجازا كرويا لا مثيل له في سماء المستديرة الساحرة…
المباراة لم تكن أبدا بالسهلة مقارنة بالمباريات السابقة للأسود، فالمنتخب البرتغالي دخل اللقاء وعينه على شباك بونو، لكن الطريق إلى بونو لا يتطلب الرغبة والجودة وحدها، فتجاوز أمرابط والدخول إلى منطقة ياسين تتطلب تجاوز جدار دفاعي يستحيل تدميره…
خط وسط المنتخب المغربي قدم واحدة من المباريات النموذجية، واستطاع ان يوقف هجمات المنتخب البرتغالي، صبر الركراكي على فريسته وتحسس الوقت المناسب للقضاء عليها بأنياب النصيري، عفواً برأسية النصيري الذي أخد الكرة من السماء ووضعها في شباك الحارس البرتغالي، أخد الأسد فريسته وبدأ ينهش في زمن المباراة بكل قوة وإصرار حتى عبر بسفينته إلى بر الأمان…
ولأن الحق يؤخد ولا يُعطى، فرض علينا اليوم اللاعب أوناحي إحترامه، بعد الإنتقادات اللاذغة الذي رافقته مند بداية البطولة، بتقديمه أعظم أداء فردي في مباريات كأس العالم لحدود اللحظة، ولعب واحدة من أفضل مبارياته، ليؤكد بذالك ماقاله عنه المدرب الإسباني لويس إنريكي…
المنتخب الوطني المغربي لم يقدم لنا مباراة جميلة ولا مشاركة مشرفة فقط، بل قدم لنا عديد الدروس أهمها أن العمل الجماعي والصبر والقتالية والتأني والإيمان بالنفس مفتاحا لكل نجاح، وأن وضع الرجل المناسب في المكان المناسب هو السبيل الوحيد للذهاب بعيداً في كل المجالات، وكلنا أمل في مشاهدة أمثال وليد الركراكي على رأس كل القطاعات الحكومية الأخرى….
عزيز الضيافي
حلمنا للوصول إلى النهائي الموعود يصطدم بالمنتخب الفرنسي في ديربي جديد، لا يهمنا الخصم بقدر ما تهمنا عودة المصابين واستعادة عافيتهم وكامل جاهزيتهم للقضاء على حلم فرنسي بإعادة تكرار إنجاز مونديال روسيا2018…
هو إذن لقاء للتاريخ نجح المنتخب المغربي فيه في كتابة تاريخ مجيد، ولأن أحلام اليقظة تستمر أكثر من أحلام النوم، سنواصل في حلمنا وسنسعى لتحقيقه وكامل الأسلحة متوفرة لكتيبة المنتخب المغربي…
ويستمر الحلم، وللحلم بقية…