الأهرام: نجاح المغرب الكروي تمثيل لمجتمع ناجح انفتح على العالم بكبرياء وثقة
كتبت مجلة “الأهرام الاقتصادي” المصرية، أن نجاح المغرب في كرة القدم ما هو إلا تمثيل لمجتمع ناجح تغلب باقتدار على إرث الماضي ، وانفتح على العالم بكبرياء وثقة.
وأوضحت المجلة في مقال رأي تحت عنوان” المغرب.. الكرة والاقتصاد”، ضمن عددها لشهر دجنبر 2022، أن الأداء البطولي لأسود الأطلس والقيادة الحكيمة للمدرب الوطني كان في الواقع ملهما للجميع، مؤكدة أن ثمة علاقة وطيدة بين أداء الاقتصاد المغربي المتميز وأداء النخبة الوطنية في كرة القدم.
وتابع كاتب المقال أنه يمكن في هذا المجال الإشارة إلى بعض العوامل التي تعضد تميز المغرب، منها أن معظم لاعبيه يزاولون في أندية أوروبية وبعضهم، في المنافسة، كان يلعب ضد منتخب الدولة الأوروبية التي يقيم بها، وبالطبع هم مطلعون على أساليب تلك الفرق ومناوراتها.
وأضاف أن العامل الثاني يتمثل في كون المغرب قد اكتسب الكثير من قيم العمل الأوروبية ولغته ولم يكن هذا فقط نتيجة الإرث الاستعماري ولكن أيضا بسبب علاقات الجوار والتواصل سواء عن طريق الهجرة لأوروبا وأيضا بسبب السياحة والأعمال، معتبرا أن المغرب قد استفاد من اتفاقية الشراكة الأوروبية.
وفي الواقع ، يؤكد كاتب المقال، فإن المغرب “حقق إنجازات اقتصادية واجتماعية كبيرة في السنوات العشرين الماضية ، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي كان أكثر انفتاحا ومرونة واتصفت فترة حكمة بمزيد من الانفتاح السياسي الذي سمح بتداول السلطة بصورة سلمية وسلسة”.
وتابعت المجلة أن الملف الاقتصادي مثل أولوية مهمة بما في ذلك جهود حثيثة للاستفادة من اتفاقية الشراكة الأوروبية، حيث نجح المغرب تقريبا من نقطة الصفر في خلق صناعة قوية لصناعة السيارات وأدخل صناعة قطع الغيار والمكونات التي تدعم هذه الصناعة .
كذلك بذل المغرب جهودا حثيثة، تبرز المجلة، لتقوية القطاع السياحي بالتنظيم والرقابة وأبدع نظاما جديدا للسياحة الشعبية بتحويل البيوت التقليدية إلى فنادق أو نزل تسمى “رياض”.
وسجلت أن هذه الأماكن تتيح أن يصل عائد السياحة إلى قاطني أصغر المدن وحتى القرى، معتبرة أن هذا النظام لم يكن ليحقق النجاح لولا وجود شبكة فعالة من التمويل والتشجيع والرقابة.
كما أن المغرب، تؤكد المجلة، استفاد من موجة الهجرة القوية إلى دول الاتحاد الأوروبي حيث تمثل تحويلات المهاجرين عنصرا مهما في دعم الاقتصاد المغربي ليس فقط بالأموال والمعدات ولكن أيضا بالخبرات والأفكار .
وخلص كاتب المقال الى أن “النجاح المغربي في المونديال ما هو إلا تعبير عن هذه العلاقة القريبة مع الأندية والمجتمع الأوروبي.