عزيز الضيافي
سيكون ممثل إفريقيا الوحيد لحد الساعة في البطولة المنتخب الوطني المغربي في امتحان صعب وعسير في اللقاء الذي سيجمعه بجاره المنتخب الإسباني عشية هذا اليوم لحساب دور الثمن.
لقاء اليوم سيكون بمثابة حلم بالنسبة للمنتخب المغربي الذي يأمل في تجاوز هذا الدور لأول مرة في تاريخه، وبالرغم من اصطدام حلم المغاربة بجدار إسبانيا المنيع إلا أن أشبال وليد الركراكي قادرون على كسره وقلب الطاولة على الإسبان…
المباراة وفي ظل المستوى الذي قدمه المنتخبان في دور المجموعات يمكن إعتبارها مباراة متكافئة إلى حد كبير، فإسبانيا اليوم ليس بذالك المنتخب المرعب بالرغم من نجومه وأسمائه وأسلوبه في اللعب، وليس لقاءه الأخير مع اليابان في دور المجموعات إلا اكبر دليل على أن منتخب لاروخا يمكن الإطاحة به، لكن كيف ذلك؟
المنتخب الإسباني الذي نهل من إحدى أفضل مدرستين كرويتين في العالم، مدرسة ريال مدريد وبرشلونة، وخصوصا هذه الأخيرة التي اختارت اسبانيا السير على نهجها وطريقتها التي تعتمد على الإستحواذ، يمتلك نقاط قوة كثيرة لكنها بالمقابل تتحول إلى نقاط ضعف خصوصا في مواجهة منتخب منظبط تكتيكيا ومركز طيلة اطوار اللقاء…
اسلوب السيطرة على الكرة ومحاولة البناء من الخلف عن طريق تمريرات قصيرة بين اللاعبين يفقد مفعوله في الثلث الأخير من الملعب، ولا يُفلح في الوصول إلى الشباك، خصوصا مع غياب محاولات التسديد من خارج المربع، والمنع من التمريرات العرضية التي تأتي من الأظهرة…
مشكلة اسبانيا مع هذا الأسلوب هي وفائها له، حيث تجد لاعبو الفريق ينهجون نفس النهج والطريقة دون غيرها وفي حالة عدم الوصول إلى المرمى، لاتجدهم ينوعون في الهجمات، بحكم برمجة اللاعبين على أسلوب واحد من جهة، ولعدم توفرهم على لاعبين طِوال القامة لإستغلال الكرات العالية، وكما تمت الإشارة فبوجود منتخب منظبط على المستوى التكتيكي، ومركز طيلة المباراة فإنهم يفشلون في التهديف، وفي مباراة اليابان أكبر دليل بالرغم من كثرة القيل و القال على أن إسبانيا تعمدت الخسارة في تلك المباراة، وهل فعلا تعمدت ذلك؟
في نظري الشخصي ليس هناك فريق يتعمد الخسارة، فكيف لمنتخب كادت تلك الخسارة أن تُخرجه من البطولة من بابها الصغير، المنتخب الإسباني في لحظة ما ودع كأس العالم، وهي اللحظة التي تخلف فيها في النتيجة وتقدمت كوستاريكا على ألمانيا، فلو بقيت النتيجة على حالها لرافقت كوستاريكا اليابان للدور الثاني، ورافقت إسبانيا ألمانيا لمطار حمد الدولي، وفي اللحظة ذاتها حاول المنتخب الإسباني تسجيل هدف العودة في اللقاء لكن انظباط اليابان وتركيزهم حال دون ذالك قبل أن تُقدم المانيا الهدية لجارتها وقلبت الطاولة على كوستاريكا، ومن هنا نستنتج أن إسبانيا ومن روج لفكرة تعمدها الخسارة يحاولون تبرير فشلها في التسجيل والعودة في اللقاء من جهة، وتشتيت الإنتباه عن أخطائها حتى لا يركز عليهم الخصم في الدور القادم من جهة أخرى …
منتخبنا الوطني المغربي يلعب بطريقة شبيهة للطريقة التي لعب بها اليابان أمام إسبانيا، وملزم بإعادتها من جديد في مباراة الغد، غلق النوافد والمحافظة على التركيز واستغلال نصف الفرصة لإنهاء المهمة، ما يهمنا غدا في الدرجة الأولى هي عدم استقبال الهدف، لأن مهمة العودة في النتيجة قد تمنح الإسبان مساحات واسعة في الدفاع وهو الأمر المفضل لدى نجومها، وبالتالي فالعودة إلى الدفاع وعدم الطمع في التهديف واستغلال الكرات الثابتة هو السبيل إلى تجاوز هذا الدور، وللتذكير فقط فالأداء أو الأداءح كما يسميه الركراكي لا يهمنا في شئ في مباراة اليوم، كل ما يهمنا هو التأهل وبأي طريقة ممكنة ولدينا كل الأسلحة لتحقيق الحلم…
نتمنى كل التوفيق والنجاح للعناصر الوطنية، يستحقون التأهل ويمتلكون جميع الوسائل لتحقيقه… قلوبنا مع اسود الأطلس وإن شاء الله مربوحة.