النصيري.. من جحيم الانتقادات إلى نعيم الإشادات

إذا كان إشبيلية قد غادر مراكز الهبوط في الدوري الإسباني، وبلغ نصف نهائي الدوري الأوروبي، فإنه يدين بذلك بنسبة كبيرة إلى قلب هجومه يوسف النصيري الذي تحول إلى كابوس لحراس المرمى في أوروبا.

وعانى النصيري من انتقادات لاذعة بداية هذا الموسم في ظل تراجع مستواه، حيث فشل في فرض نفسه مرّة أخرى في تشكيلة الفريق الأندلسي، كما أن النتائج المخيبة للأخير في الليجا ألقت بظلالها على “الأسد المغربي”.

وفي الوقت الذي كان المنتخب المغربي يستعد للمشاركة في مونديال قطر 2022، تعالت الأصوات مطالبة باستبعاده من التشكيلة الأساسية ومنح الفرصة لعبد الرزاق حمد الله مهاجم اتحاد جدة.

مونديال مميز:

خرِّيج أكاديمية محمد السادس في مدينة سلا المغربية التي تعني بالمواهب الصغيرة، ضرب بقوة في مباريات أسود الأطلس في مونديال قطر، حيث نجح في تسجيل هدفٍ غالٍ لن ينساه المغاربة، ضد البرتغال في الدور ربع النهائي.

وقبلها، نجح النصيري في هز شباك المنتخب الكندي، وبذلك بات أول لاعب مغربي يسجل في نسختين متتاليتين بعدما كان هز شباك إسبانيا في الجولة الثالثة الأخيرة من دور المجموعات في نسخة روسيا 2018.

كما أصبح النصيري الهداف التاريخي للكرة المغربية والعربية في المونديال بـ 3 أهداف، مناصفة مع السعودي سامي الجابر والتونسي وليد الخزري ومن مشاركات أقل دون ركلة جزاء.

ويملك النصيري 17 هدفاً رفقة الأسود، ليقف خلف حكيم زياش بـ 18 هدفاً، وقد قال الركراكي في تصريح تلفزيوني محفزاً لاعبه المفضل “لطالما آمنت به هدافاً كبيراً، إنه ابننا ما يزال صغير السن وأنا واثق أنه سيحمل لنا امم أفريقيا المقبلة بمشيئة الله تعالى”.

ماكينة أهداف لا تتوقف:

وبعد العودة من المونديال القطري، بات يوسف النصيري يُقدم عروضاً مغرية، سواء في الليجا الإسبانية أو الدوري الأوروبي، حيث قاد فريقه للفوز في آخر مباراتين، ضد مانشستر يونايتد في اليوروباليج، وأمام فياريال في بطولة الدوري.

وسجل النصيري هدفه رقم 52 رفقة إشبيلية في جميع المسابقات، في 147 مباراة، وهو اللاعب رقم 25 الذي يصل إلى هذا الرقم، والأجنبي رقم 11 الذي ينجح في ذلك.

وانضم النصيري لصفوف إشبيلية قادماً من ليجانيس مقابل 20 مليون يورو في يناير عام 2020، لكنه احتاج لبعض الوقت من أجل فرض اسمه على التشكيلة الأساسية.

ويعود الفضل في دخول النصيري للتشكيلة الأساسية، للمدرب السابق جولين لوبيتيجي، الذي توسم خيراً في قدرات ابن مدينة “فاس”، باعتباره مهاجماً تكتيكياً يُنفذ ما يقال له دون زيادة أو نقصان.

وسجل النصيري 17 هدفاً وصنع تمريرة حاسمة واحدة في 40 مباراة مع إشبيلية في جميع المسابقات هذا الموسم، 8 من تلك الأهداف في منافسات “الليجا”، مع 3 أهداف في بطولة الدوري الأوروبي، وهدفين في دوري أبطال أوروبا، و4 في بطولة كأس ملك إسبانيا.

“النصيري للطيران” تُرحب بكم:

وبتسجيله في مرمى فياريال، بلغ النصيري هدفه الحادي عشر بالرأس في إسبانيا، من بين 53 هدفاً، وقد أعاد المهاجم المغربي إلى الأذهان، هدفه في عرين البرتغال بالمونديال، عندما قفز أمام مرأى الجميع، واضعاً الكرة في الشباك.

وأكثر ما يُميز النصيري، ويجعله قادراً على تسجيل الأهداف، هو قدرته على الفوز بالثنائيات الهوائية، ليس بسبب طوله فقط، بل كذلك بسبب تقنياته في القفز حيث يستخدم قدمه اليمنى للارتكاز ثم يدفع جسمه نحو الأعلى.

Exit mobile version