موهبة قادمة .. كيف ينجو لامين يامال من فخ “خليفة ميسي”؟
ميسي الجديد أو خليفة بيليه أو حتى نيمار ورونالدو، ألقاب اعتادت وسائل الإعلام إطلاقها على كل موهبة قادمة، والضحية الجديدة لامين يامال بطل برشلونة اليافع.
وبدأ اسم لامين يتردد بسرعة البرق بعد تألقه في الدقائق القليلة التي لعبها مع برشلونة ضد ريال بيتيس، لكن المبالغة في تقدير موهبة صاحب الأصول المغربية قد تكون مشكلة أكثر من دافع لصاحب الـ15 عاماً.
ظروف لامين يامال مختلفة عن ميسي:
يمتاز يامال بأنه مهاجم أعسر، ويتمتع بقدرات مميزة على مستوى المراوغة والتمرير والتسجيل، ويمكنه اللعب في كافة المراكز الهجومية سواء كمهاجم صريح أو جناح أو خط وسط مهاجم، مما دفع الصحف الكتالونية لتشبيهه بالأسطورة ليونيل ميسي.
يتميز لامين يامال كذلك، بسرعته في اتخاذ القرارات والجرأة، إلا أنّ الدقائق التي شارك بها تُشير بوضوح إلى حاجته الملحة للنضج والانصهار في المجموعة كي يستفيد من إمكانياته بأفضل طريقة.
ومع اعترافٍ علني من قبل نجوم ومدرب برشلونة بحاجة لامين يامال للوقت والإشادة بما يقدمه تبدو ظروف دخوله إلى الفريق الأول مختلفة كلياً عن تلك التي عاشها ميسي والتي أسهمت بنمو موهبته تدريجياً ووصوله إلى الحال الذي هو عليه الآن.
التجارب السابقة تُؤرق يامين لامال:
خليفة ميسي أو ميسي إيطاليا وإسبانيا وغيرها، كلمة سهلة النطق لكنها صعبة التطبيق وقد مرّ من خلالها العديد من اللاعبين وسقطوا مع تقادم الأيام، وقد نكون نسينا منها الكثير حالياً مثل مونياين “ميسي إسبانيا” إيريك لاميلا “ميسي الأرجنتين” جيوفاني دوس سانتوس “ميسي المكسيكي أو ميسي برشلونة”، وغيرهم.
وتُشير كل الأمثلة السابقة إلى أنّ عبارة ميسي الجديد لا ترتبط بالموهبة فقط، بل أنت تحتاج إلى ذهنية عالية وظروف مثالية علماً أنّ جميع خلفاء ميسي لم يصلوا إلى مهارات قائد الأرجنتين وقدرته على التطور.
وغير بعيد عن برشلونة، فقد كان أنسو فاتي آخر ضحايا تلك العبارة، حيث حظيَ بانطلاقة أفضل من تلك التي حظيَ بها ليو، ولكن بريقه بدأ بالخفوت منذ موسمين، ومازاد الطين بلة، هو حصوله على القميص رقم 10.
والمُتابع الجيد لبرشلونة، يُدرك جيداً أن بيئة النادي الكتالوني لا تُساعد على التأقلم والتدرج في النجومية، إذ سرعان ما تكيل الصحف الموالية للبارسا، بالمديح لنجومها اليافعين، ما يجعل أغلبهم يأفل نجمه حتى قبل أن تبدأ مسيرته.
المغربي منير الحدادي بدوره عانى من تبعات تلك العبارة، حيث قاد شباب البارسا للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2014، وتنبأ له الجميع بمستقبل واعد ولكن سرعان ما انحدر وتراجع أداؤه.
حتى لا يتكرر نفس السيناريو مع لامين يامال:
لا يُنكر أحد أن لامين يامال لديه من القدرات والمهارات ما يستطيع أن يتحول به إلى نجم كروي كبير في الزمن القريب، فهو هداف وممرر وصانع لعب، ولكن يجب أن يبقى متواضعاً ويُحافظ على قدميه في الأرض.
وحتى لا تنتهي مسيرة يامال قبل أن تبدأ، ينبغي على الفتى الشاب الاستمتاع بالضغوط المسلطة عليه ويُحولها إلى متعة، وألا يلهث وراء النجومية أو يصنع مشكلة مع مدرب أو يضغط على النادي في تجديد العقد.
عليه أن يلعب الكرة فقط ولا تشغله كرة القدم الحديثة المليئة بالمال، وجدير به أيضاً ألا يتحدث كثيراً لوسائل الإعلام، وعندما تطأ أقدامه المستطيل الأخضر ، يجب عليه أن يتحول إلى ماكينة رسم إبداعية ويُقدم كل ما لديه.
بالتأكيد، سيحتاج الأمر وقتاً وجهداً ولكن التطور ممتع، وإذا وجد يامال البيئة المناسبة لتنمية مهاراته وصقل موهبته، فإنه سيكون بلا شك، أحد أفضل لاعبي البارسا في التاريخ.