يقبع برشلونة وسط حيرة كبيرة بخصوص الميركاتو الصيفي وكيفية تدبيره، إذ أن مخططات الفريق لا تبدو واضحة أبداً حتى الساعة، خاصةً مع قرب رحيل ليونيل ميسي عن باريس سان جيرمان وإمكانية عودته للكامب نو.
ولكن المُتابع الجيد لبرشلونة، يُدرك جيداً أن برشلونة يُتابع مجموعة من اللاعبين قصد التعاقد معهم خلال الميركاتو الصيفي، وعلى رأسهم الدولي المغربي سفيان أمرابط.
ونرصد في هذا التقرير أبرز العوامل التي تجعل برشلونة يُكثف جهوده للحصول على توقيع نجم المنتخب الوطني المغربي ومتوسط ميدان فيورنتينا.
دافع اقتصادي:
السبب الأول في رأيي، هو أن سفيان أمرابط، فرصة شبه مجانية في السوق، وسيصل كامب نو بتكلفة مالية ضئيلة، وهو أمر إيجابي للغاية بالنسبة لبرشلونة، الذي يُعاني مالياً.
ويشكو العملاق الكتالوني من ديون خانقة، وحتى ندرك مدى حجم أزمة برشلونة، يكفي أن نستعرض تصريحات الرئيس خوان لابورتا، التي قال فيها إن إجمالي ديون النادي 1.35 مليار يورو، منها 673 مليون مستحقة للبنوك.
وبسبب الديون، فرضت رابطة الليجا سقف رواتب لا يجوز للبارسا تخطيه، ما يجعل النادي الكتالوني مطالباً بتسريح اللاعبين ذوي الرواتب العالية، مقابل التعاقد مع أسماء لا تحصل على أجور سنوية مرتفعة.
ولهذا السبب يتمسك البارسا بضم أمرابط، فهو لاعب لن يتجاوز راتبه السنوي 3 ملايين يورو في أقصى تقدير، وبالتالي سيكون العملاق الكتالوني قادراً على تسجيله كلاعب للفريق الأول دون مشاكل إدارية.
وتُؤخذ عوامل أخرى في الاعتبار؛ مثل قدرة النادي على تحقيق أهداف الميزانية، وكذلك قدرة النادي على الوفاء بمعايير الرابطة للتوقيع مع اللاعبين، وهذا هو الأكثر أهمية الآن، إذ يدخل ضمنه الراتب المحدد، وهو المبلغ الذي يحدده الاتحاد الإسباني بعد تحليل حسابات النادي، والذي يُسمح بإنفاقه على الفريق الأول.
حالة بوسكيتس وقرب رحيله:
تأتي رغبة البارسا في التفكير بضم سفيان أمرابط، بسبب الحالة البدنية الضعيفة للإسباني سيرجيو بوسكيتس، لاعب وسط الفريق الأساسي.
وتذبذب مستوى بوسكيتس كثيراً على مدار الموسمين الأخيرين، حتى بات عُرضة للانتقادات اللاذعة سواء من الصحف العالمية أو جماهير برشلونة.
ويرغب الفريق الكتالوني في ضم عنصر قوي بخط الوسط، قادر على البقاء في قمة مستواه لفترة طويلة، فيما يبدو سفيان أمرابط اللاعب المناسب لذلك المركز.
وتعاقد البارسا خلال السنوات القليلة الماضية، مع لاعبين يتميزون بالقوة البدنية، مثل أرتورو فيدال وفرانك كيسي، ولكن هذا الأخير فشل في إثبات نفسه داخل تركيبة العملاق الكتالوني.
مرونة تكتيكية:
لدى سفيان أمرابط قدرة كبيرة في اللعب كارتكاز دفاعي بخطة 3/3/4، ويُمكنه كذلك اللعب كمحور دفاعي في خطة 1/3/2/4، وهو ما سيمنح المدرب تشافي هيرنانديز مُتنفساً تكتيكياً بحيث يستطيع الاعتماد على الدولي المغربي في كلا الرسميْن الخططييْن.
وبسبب عدم قدرة البارسا على التحكم في نسق المباريات، وعدم امتلاك لاعبين يستطيعون الاحتفاظ بالكرة لأطول فترة ممكنة، بات لزاماً على تشافي هيرنانديز الاعتماد على لاعبين بدنيين بخط المنتصف، لاسترجاع الكرات بأسرع وقت ممكن.
وكان أمرابط يُجاري أقوى لاعبي المونديال بدنياً، بل ويتفوق على أغلبهم باكتساح، مما أعطى أسود الأطلس، أفضلية دائمة في معركة الوسط حتى عندما اصطدموا بمنتخب يعتمد على الاستحواذ مثل إسبانيا.
ويُجيد سفيان أمرابط بدرجة أكبر مهام محور الارتكاز الدفاعي على دائرة المنتصف، مما يوفر الحماية الفنية لرفاقه في خط الوسط.
وسيمنح أمرابط الحرية المطلوبة لبيدري جونزاليس وفرينكي دي يونج من أجل بناء اللعب والمشاركة في التنشيط الهجومي، وسيجعلهما كذلك قادران على دخول مربع عمليات الخصم دون الخوف من تلقي الهجمات المُعاكسة.
ويُشبه النجم المغربي كثيراً في طريقة أدائه، النجم البرازيلي، كاسيميرو، لاعب ريال مدريد السابق، الذي كان يُوفر الحماية اللازمة للثنائي توني كروس ولوكا مودريتش من أجل القيام بأدوارهما الهجومية على أكمل وجه.
وما يُميز أمرابط عن باقي لاعبي خط وسط برشلونة، امتلاكه خبرات تكتيكية متنوعة اكتسبها من اللعب في هولندا وبلجيكا وإيطاليا مع أندية أوتريخت وفينورد وكلوب بروج وهيلاس فيرونا، وأخيراً فيورنتينا.