هي قصة عشق قديم متجدد، تلك التي تجمع ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا، كيف لا و هو النادي الأكثر كشاركة فيها، و الأكثر تأهلا للدور الثاني فيها، و الأكثر وصولا لدور النصف، و الأكثر وصولا لنهائيها و طبعا الأكثر تتويجا بها، و حتى في أسوء أجواله فهو يصل لأبعد نقطة في مسابقته المحببة، و يحقق فيها شيئا أقرب للإعجاز، كما فعل عندما توج بها أربع مرات في خمس سنوات و ثلاث مرات متتالية في إنجاز تاريخي غير مسبوق…
مع بداية هذا الموسم، لم يراهن أكثر المتعصبين من جماهير الريال على التألق في دوري الأبطال، لسان حالهم كان يقول إن الوصول للربع قد يعتبر إنجازا، فالفريق لم يتجدد، و لم تكن هناك انتدابات وازنة، إضافة إلى الضعف الكبير في بعض المراكز و عدم وجود بدلاء في المستوى، لكن ها هو فريقهم يصل لنصف النهائي، و يعود مرتين ضد باريس سان جيرمان و ضد تشيلسي، و في كل مرة بسيناريو دراماتيكي يصعب تخيله، حين يعتقد الجميع أنهم أقرب للخروج، تظهر لمحة من مودريتش أو رأسية من بنزيمة، انسلال من فينيسيوس أو هدف من رودريغو لينبعث الأمل من جديد.
طبعا بتوالي المباريات تزداد الشهية، و تلك الجماهير التي كانت كل مرة تنتظر الإقصاء، ها هي اليوم تطالب بالرابعة عشرة، و هو المطلب المشروع لأن ثلاثة مباريات فقط تفصل الميرنغي عن هذا الإنجاز، منطقيا حظوظ المتأهلين الأربعة للمربع الذهبي متساوية، مانشستر سيتي يملك المجموعة المتجانسة و خيارات كثيرة و مدربا فيلسوفا، ليفربول يمتلك من القوة و التجربة و النضج ما يخول له تكرار إنجاز 2005 و 2019، فياريال ليس لديه ما يخسره و قد يكون الحصان الأسود بقيادة أوناي إيمري… أما ريال مدريد، و إن كان مستواه لا يرقى لتطلعات الجماهير، فهو يملك التاريخ و العراقة و العلاقة الخاصة مع هذه المسابقة، و يملك إحصائية غريبة، حيث يتوج بذات الأذنين في كل مرة يطيح بحامل اللقب في طريقه، و فعل ذلك خمس مرات، سنة 1998 عندما هزم بوروسيا دورتموند في دور النصف، سنة 2000 عندما أطاح بمانشستر يونايتد في دور الربع، سنة 2002 و 2014 أزاح البايرن من طريقه في نصف النهائي في المرتين، و هذا الموسم ها هو يتخلص من تشيلسي في الربع… فهل يكون هذا إشارة لتتويج جديد؟ سنرى….