هو سيناريو دراماتيكي آخر، و ريمونتادا أخرى و ليلة أخرى مثيرة من ليالي الأبطال عاشها عشاق المستديرة، بطلاها ريال مدريد و مانشستر سيتي، نصف نهائي دوري أبطال أوروبا وفى بكل وعوده و قدم لنا طبقا كرويا مميزا في مسرح تاريخي هو ملعب سانتياغو بيرنابيو…
استقبل الريال خصمه مانشستر سيتي الذي دخل اللقاء بامتياز هدف في الذهاب الذي انتهى لأبناء غوارديولا بأربعة أهداف لثلاثة، الإسبان كانوا مجبرين على التسجيل و تأمين الدفاع أمام كتيبة انجليزية مدججة، السيتي كان وفيا لنهجه فاستحوذ و ناور و سدد لكن كورتوا كان في الموعد، في حين أخطأ بنزيمة الشباك في مرتين، و اختلطت الأوراق على فينيسيوس… لينتهي الشوط الأول على إيقاع البياض…
مع بداية الشوط الثاني، ضيع أصحاب الأرض هدفا محققا، فينيسيوس يجد نفسه أمام الشباك لكنه يضيعها برعونة، ضغط الريال استمر لربع ساعة لكن دفاع السيتي كان منظما كما ينبغي، غوارديولا عرف كيف يناقش الفترة الحرجة ليخرج منها بأمان، و يتكفل الجزائري رياض محرز بتسجيل هدف بديع في الدقيقة الثالثة و السبعين، هدف حافظ عليه الزوار طوال آخر ربع ساعة، غوارديولا أجرى تغييرات كانت كلها دفاعية بإدخال فيرناندينهو و غولدوغان، و زج بغريليتش في الجهة اليسرى، الإنجليزي استغل المساحات و كاد يوقع الهدف الثاني الذي أخرجه ميندي من حلق المرمى، و عاد مرة أخرى بتسديدة زاحفة أخرجها كورتوا بقدمه بصعوبة بالغة، الحارس البلجيكي أبقى فريقه في المباراة حين أبعد تسديدة قوية من رودري بتصدّ آخر…
و بدا أن تبديلات أنشيلوتي لم تكن ذات جدوى، لكن لأنه الريال، الذي عودنا خلال هذا الموسم على العودة كل مرة، جاءت الدقائق الأخيرة مثيرة، رودريغو الذي دخل قبل ربع ساعة كان فيها غائبا يقطع كرة قادمة من بنزيمة أمام مرمى إيديرسون (د90)، هدف كان له مفعول السحر فبعدها بدقيقة واحدة يجهز نفس البرازيلي على مواطنه برأسية عانقت الشباك، هدفان متتاليان يتحديان كل منطق و يجبران رفاق بيرناردو سيلفا على الأشواط الإضافية.
خلال التمديد، احتاج السيتي لعدة دقائق لكي يستفيق من هول الصدمة، و استغل الريال ذلك كما ينبغي مستمرا في نسقه العالي، ليظهر أخيرا بنزيمة و يتمكن من اصطياد ضربة جزاء نفذها بنفسه ليعزز صدارته لهدافي المسابقة (15 هدفا) و يضع فريقه في طريق الكأس الرابعة عشرة ، ريال مدريد يضرب موعدا في باريس في 28 من الشهر الجاري مع ليفربول الذي تأهل سلفا على حساب فياريال، و يثبت للعالم أنه سيد هذه المنافسة…
