أخباررياضة

نجمة عين السبع… فريق بلا ملعب في زمن الطفرة الرياضية

من المفارقات المؤلمة في المشهد الكروي المغربي أن فريقاً عريقاً مثل نجمة عين السبع يجد نفسه اليوم يتدرب على رمال الشاطئ بدل عشب الملعب الذي احتضنه لعقود. مشهدٌ يختزل حجم التفاوت بين الخطاب الرسمي عن دعم الرياضة، والواقع الذي يعيشه عدد من الأندية المحلية التي تناضل في صمت من أجل البقاء.

الفريق الذي تأسس سنة 1972، وخرج من بين صفوفه لاعبين بصموا على تاريخ كرة القدم الوطنية، يعيش منذ أسابيع وضعاً لا يليق بتاريخه ولا بالحي الذي يمثله. فقد تم حرمانه من الاستفادة من ملعب عباس كورة، الملعب الذي كان بمثابة بيته الدافئ ومركز استقراره الفني، دون مبررات مقنعة أو حلول بديلة.

ورغم أن العصبة الجهوية قد برمجت مبارياته ضمن جدول الموسم الرياضي الحالي على أرضية هذا الملعب، فإن السلطات المحلية بمقاطعة وجماعة عين السبع لم تمنح الترخيص المطلوب لاستغلاله، لتضطر الإدارة التقنية بقيادة عبد الرزاق أبلاومساعده عبد الله التاديني إلى نقل الحصص التدريبية نحو الشاطئ، في ظروف أقرب إلى المعاناة منها إلى التحضير الرياضي.

ولأن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل فضاء لتربية الأجيال وصقل المواهب، فإن حرمان فريق يمثل منطقة واسعة من الدار البيضاء من ملعبه هو في جوهره تجفيف لمورد بشري ورياضي. إدارة النادي برئاسة سعيد بن ساعود عبّرت مراراً عن استغرابها من هذا الوضع، مؤكدة أنها طرقت كل الأبواب القانونية والإدارية دون أن تجد آذاناً صاغية.

في زمن تتوالى فيه إنجازات الرياضة المغربية قارياً وعالمياً، يبدو أن فرق القواعد لا تزال تخوض معاركها الأساسية: حقها في ملعب، وحق لاعبيها في فضاء للتدريب. هذه الأندية الصغيرة هي التي تشكل النسيج الحقيقي لكرة القدم الوطنية، وهي التي تمنح الحياة لمواسمنا الكروية ومواهبنا الصاعدة.

إن إنصاف نجمة عين السبع لا يعني فقط تمكينه من ملعبه، بل هو رسالة رمزية مفادها أن العدالة الرياضية تبدأ من القاعدة، وأن التنمية الرياضية لا تكتمل إلا حين يجد كل نادٍ في المغرب مكاناً ليمارس فيه شغفه بأمان وكرامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: