دوري أبطال إفريقيامنافسات إفريقية

الوداد وشخصية البطل.. كذبة أم مجاملة؟

أثبت الوداد الرياضي مجدداً أن الفرق الكبيرة تُظهر “شخصية البطل”، في الأوقات الحاسمة، وهو ما يُمكّنها من تجاوز المطبات الصعبة التي قد تتعرض لها، حتى لو تعلق الأمر بمواجهة إحدى أفضل الأندية الإفريقية، على أرضه وبين جماهيره.

“شخصية البطل” هي الجملة التي تُترجم إلى “روح خوانيتو” لدى جماهير ريال مدريد، و”روح الفانلة الحمراء” عند جماهير الأهلي المصري، لكننا نفهم بشكل متفاوت ما تعنيه، إذ تشير إلى القوة العقلية والصلابة الذهنية، واللعب كمجموعة حتى الرمق الأخير، وهذا ما بات يفعله الوداد في السنوات القليلة الأخيرة.

وليس من السهل على أي فريق أن يتمتع بالشخصية القوية التي تمكنه من حصد الألقاب، وهذا الأمر يتكون عبر مرور المواسم، فالوداد يمكن أن يكون في أسوأ حالاته أو يخوض مواجهة صعبة ومعقدة جداً، ولكنه في النهاية يعرف كيف يفوز بفضل شخصية البطل.

لكن الإعداد النفسي والذهني مهم للغاية في هذا المضمار، حيث يصوغ ويُشكِّل تلك الشخصية وذلك البطل ويُؤهّل الفريق لعيش أشد المواقف تعقيداً.

الجهاز الفني للوداد راهن ضد صانداونز على “شخصية البطل”، وتحلي اللاعبين بالروح القتالية، ونجح في ذلك، بينما حاول “الأصفر” حجز بطاقة العبور للنهائي من خلال السرعة وتنويع الهجمات ما بين الأطراف والعمق والتسديد من خارج المنطقة، ولكن دون جدوى.

والمؤكد أن شخصية البطل تمنح الوداد بعض الأفضلية النفسية داخل الملعب، وفي أوقات محددة من المباراة، ويجب أن تكون هناك ظروف أخرى تساعد على ذلك أيضاً، مثل النجاعة الهجومية واستغلال أنصاف الفرص وكذلك تقديم ركائز الفريق لمستويات رائعة.

شخصية الوداد، في نظري، تتضمن ثقافة وفلسفة النادي، فهناك أندية تضع أهدافاً بسيطة، وأندية أخرى تُبالغ بأهدافها، لكن الفريق البيضاوي هدفه دائماً هو الفوز بالألقاب، هذا ما يسعى الفريق لتحقيقه منذ بداية الموسم، وأي نتيجة أخرى هي تعد فشل بنظر الجماهير والإدارة والمحللين.

الأمر الثاني، هو الإيمان التام بالقدر على العودة في المباريات، وهو برأيي المحرك الرئيسي لهذا الوصف، فلو لم يكن لاعبو الوداد مؤمنين بأنهم قادرين على العودة بعد التأخر بالنتيجة، فمن المستحيل أن يتمكنوا من فعل ذلك، و70% من المباريات نشاهد فيها الفريق المتأخر يرفع الراية البيضاء، خصوصاً إن كان الخصم يفوقه فنياً.

الإيمان بالعودة هي من تصنع التفاصيل الصغيرة، التي يصفها الجماهير بالحظ والتوفيق، نعم الوداد استفاد من هدف عكسي ليتغلب على صانداونز، ولكن اللاعبين كانوا مؤمنين بأنهم قادرين على هز شباك الفريق الأصفر، ووقتها لا يهم كيف حدث الأمر بقدر ما يهم أنه حدث فعلاً.

الشخصية أيضاً هي التي ستصنع الفارق بين الوداد والأهلي في النهائي، والشخصية هنا ليست شخصية الفريق بقدر ما هي شخصية البطل، فكلاهما يمتلك الشخصية في المطلق، وهي صفات خاصة جداً لا تتوفر عند الكثيرين، إنها صفات القادر على ترويض الأحداث لمصلحته مهما كانت صعبة، ومن بينها القدرة على العودة للمباراة في حالة التأخر، أو القدرة على التسجيل في الأوقات غير المتوقعة، أو التسجيل المبكر والمحافظة عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: