دوري أبطال إفريقيامنافسات إفريقية

تحليل.. كيف صعد الوداد لنهائي عصبة الأبطال؟

من منا كان يُرشّح الوداد الرياضي للظهور بنفس المستوى الذي ظهر به أمام صانداونز اليوم؟! قليل، حتى لا أقول لا أحد. لكن الأمر يتعلق بفريق عريق يملك روح المُنافسة في دمه.

وحتى لا أطيل في تلك المقدمات التراجيدية، دعونا ندخل في صلب التحليل مباشرة، فقد قدّم الوداد مباراة كبيرة جداً، أو دعوني أقول أنه قدم مباراة أفضل بكثير مما كنت أتوقعه شخصياً خاصةً على مستوى خط وسطه الذي بصم على أداء جيد جداً وكان العلامة الفارقة التي منحت الفريق توازناً كبيراً.

الوداد ظهر منظم الصفوف وبخطوط متقاربة وبأفكار واضحة، وخاصةً برغبة في الكفاح من أجل الخروج بنتيجة إيجابية، وهو الأمر الذي غاب عن الفريق في جل مباريات هذا الموسم.

دخل الوداد بخمسة لاعبين في خط الوسط في الوضع الدفاعي مع تحول تواجد حيمود في العمق وعودة المترجي وأوناجم لمساندة الأظهرة، والحقيقة أن ذلك التلاحم بين الخطوط ومساعدة اللاعبين لبعضهم خلقت مشاكل كبيرة لصانداونز في وسط الميدان.

شخصياً ومن خلال المباريات التي شاهدتها هذا الموسم، لم أتابع خط وسط صانداونز يعاني لإيجاد حلول هجومية مثل اليوم، وكل الثناء في ذلك يجب أن يذهب لخط الوسط ثم لقلوب الدفاع. الوداد لم يضغط بشكل عالٍ، لكنه كان جيداً جداً في إغلاق المساحات، وكان واضحاً أنه يبحث عن استدراج أصحاب الأرض وضربهم عن طريق المرتدات.

جبران والجعدي وحيمود أعطوا توازناً دفاعياً كبيراً للفريق، وما ميزهم اليوم أنهم كانوا جيدين في العمل الدفاعي والهجومي معاً، خاصةً الأول الذي تألق بصناعة الهدف الأول. وفي رأيي، فإن شراسة هذا الثلاثي مكنت الوداد من استرجاع كرات كثيرة، كما أن خروجهم بالكرة تحت الضغط حسّن كثيراً من جودة مرتدات الفريق مقارنة بمباراة الذهاب.

الوداد اليوم تمكن من تسجيل هدفين وكلمة السر كانت الفاعلية، صحيح أن الفريق أهدر فرصتين أو ثلاثة فرص واضحة، لكن الفارق بين مباراة اليوم والمباريات السابقة كبير جداً في هذا السياق، لكن مشكلة الوداد التي كادت تجعله يدفع الثمن غالياً هي المشكلة الدفاعية، خاصةً على مستوى المراقبة.

خط دفاع الوداد يبقى النقطة السوداء في مباراة اليوم، أخطاء كثيرة في التغطية وأخطاء فردية خطيرة كتلك التي اقترفها فتح الله وتسببت في الهدف الأول لأصحاب الدار.

الأمر الثاني المتعلق بالدفاع، هو ظهور بعض التراخي على اللاعبين خاصةً داخل مربع العمليات عندما يكون صانداونز في وضعية هجومية، حيث تابعنا غياب المراقبة للقادمين من الخلف، فأصبحنا نشاهد لاعبي الفريق الأصفر يتحركون في المساحات الخالية دون ضغط واضح.

الحديث النظري جميل، لكني دائماً ما أفضل الحديث التطبيقي، ونظرة على هدف صانداونز الثاني، ستجعلكم تفهمون جيداً الكلام الذي أوحي له. عرضية أرضية مرت من أمام جميع لاعبي الوداد ووصلت لمهاجم صانداونز الذي كان وحيداً بدون مراقبة، ليضعها في الشباك بأريحية كبيرة وبدون أي ضغط.

لكن الحديث عن دفاع الوداد وأخطائه، لا يجب أن يكون دون الإشادة بدور الحارس يوسف المطيع، الذي وقف كسدٍ منيع لهجمات صانداونز سواء في الشوط الأول أو في الشوط الثاني، ولولا تلك التصديات البارعة والحاسمة، لكان أصحاب الدار قد تقدموا في النتيجة بأريحية تامة.

لكن رغم تلك النواقص، إلا أن الوداد كان في حالة بدنية ونفسية أفضل بكثير من خصمه، كما أن فاندنبروك سيّر اللقاء بحنكة وواقعية أكبر من خصمه، كما أن تغييراته كانت جيدة وأتت في التوقيت المناسب.

تطور الحالة الذهنية للاعبي الوداد مع توالي الدقائق لعب دوراً مهماً في خروج الفريق متأهلاً، إذ ليس من السهل أن تتأخر في النتيجة مرتين وتعود، وأمام من؟ أمام صانداونز في معقله وبين جماهيره.

أما عن السخاء البدني فلا تسل، فالفريق الأحمر نجح في مسايرة إيقاع اللقاء، وشخصياً كنت أخشى قبل المباراة، أن ينهار لاعبو الوداد في الشوط الثاني بسبب عدم الجاهزية البدنية لبعض اللاعبين، وعلى رأسهم سامبو جونيور.

لكن لاعبي الوداد كانوا في الموعد ونجحوا في مقارعة منافسهم وفازوا كذلك بالعديد من الصراعات الهوائية، وهو أمر أسهم في استحواذ الفريق على الكرة في الدقائق الأخيرة وإبقائها في مناطق صانداونز لأطول فترة ممكنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: