دوري أبطال إفريقيامنافسات إفريقية

ملاحظات فنية من تعادل الرجاء والأهلي في عصبة الأبطال

اقتنص الأهلي المصري بطاقة التأهل لنصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، رغم التعادل أمام الرجاء الرياضي (0/0)، مساء اليوم على مركب محمد الخامس بمدينة الدارالبيضاء.

واستفاد الأهلي من فوزه (2/0)، في مباراة الذهاب التي أقيمت في العاصمة المصرية القاهرة، ليظفر بورقة الترشح للدور قبل النهائي في البطولة التي يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بها برصيد 10 ألقاب.

وراهن مارسيل كولر على أسلوبه الدفاعي وتمكن في النهاية من حجز بطاقة العبور، بينما لعب منذر الكبيّر مدرب الرجاء معتمداً على الهجوم منذ البداية، ولكن لم يُحقق مبتغاه، حيث لم يقوَ على ترجمة الفرص التي سنحت له لأهداف.

ضغط متقدم:

وكما كان متوقعاً، فقد دخل الرجاء الرياضي مباراة اليوم بضغط متقدم في محاولةٍ منه لهز شباك الفريق المصري، ولكن لاعبي هذا الأخير شكلوا جداراً قوياً ومنعوا منافسهم من لعب الكرة في خط المنتصف بأريحية.

ورغم أن الرجاء نجح من خلال ضغطه العالي في إجبار لاعبي الأهلي على عدم التقدم خوفاً من ترك المساحات مما أثر على الفاعلية الهجومية للفريق الأحمر، إلا أن كولر لم يُغير أسلوبه، ما دفع الفريق المغربي للاعتماد على الكرات الطويلة.

وكان واضحاً منذ البداية أن الرجاء سيعتمد على الجبهة اليسرى التي يتواجد بها محمود بنتايك ويسري بوروزق، وقد نجح الفريق بالفعل في صناعة العديد من الفرص بالاعتماد على تلك الجبهة.

وما ساعد الرجاء على شن أغلب هجماته من تلك الجبهة، هو ضعف الارتداد الدفاعي لنجم الأهلي بيرسي تاو، في المقابل، قدم حسين الشحات مردوداً دفاعياً قوياً في الجبهة الأخرى، ما جعل عبد الإله مدكور وأمامه نوفل الزرهوني غير قادريْن على تنشيط الجهة اليمنى.

ونجح الأهلي بذكاء كبير في امتصاص الحماس الكبير للاعبي الرجاء، بفضل تكتله الدفاعي، مع الاعتماد على التمريرات الطولية خلف خط الرجاء المتقدم.

وحاول لاعبو الرجاء الرياضي الاعتماد على التسديدات بعيدة المدى، ولكن أغلبها شابها التسرع وعدم التركيز بفضل الكثافة العددية للاعبي الأهلي.

وفشل الرجاء في اختراق عمق دفاع الأهلي، بينما اشتغلت الجبهة اليسرى أكثر من نظيرتها اليمنى، ما جعل جل هجمات الفريق المغربي مقروءة، في ظل غياب عنصر المفاجأة والمباغتة.

منعرج حاسم:

كانت ركلة الجزاء التي أهدرها الرجاء الرياضي، قبل نهاية الشوط الأول، بمثابة المنعرج الحاسم، لأنها أثرت بالسلب على لاعبي الفريق الأخضر، وجعلتهم يدخلون الشوط الثاني بمعنويات محطمة.

بينما أراحت تلك الركلة المُهدرة، لاعبي الأهلي في الشوط الثاني، حيث لعبوا بنفس التحفظ الدفاعي دون أن يُظهروا أي نوايا هجومية حقيقية، مُكتفيين بالاستحواذ السلبي على الكرة لإحباط أصحاب الأرض.

ولم يظهر الرجاء بشكل جيد على مستوى الأداء وتناقل الكرة والسيطرة، حيث عابه وبشدة عدم اللعب المباشر من أجل الوصول للمرمى وعدم ترجمة الفرص لأهدافٍ.

كما لم يستطع الفريق البيضاوي، استغلال المساحات خلف الأظهرة بشكلٍ مثالي، حيث شهدنا عدة انسلالات من بوزوق ولكن دون جدوى، حيث كان دائماً ما يتماطل في اتخاذ القرار المناسب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: